استثمار الإجازة في تقوية العلاقات الأسرية ومشاركة الأبناء فيها

كيف تستثمرين الإجازة في استعادة زوجك إليك، وفي ترقية العائلة نحو علاقة أقوى وأكثر قابلية للاستمرار؟ لعله السؤال الأهم الذي قد تناساه الكثير من النساء بالخصوص اللائي لا يستوعبن أن الإجازة ليست عطلة رسمية فحسب، بل هي أيضا فرصة ذهبية لمعالجة أية مشكلة أو إشكال يهدد الحياة الزوجية. تعد الإجازات أو العطل الصيفية من أهم وأدق الفترات التي ينتظرها الجميع بعد سنة متعبة من العمل المستمر، والحال أن العطلة هي في غالب الأحيان فرصة رائعة بالنسبة للأبناء للتخفيف من الضغوطات عليهم بعد عام دراسي ينتهي في كثير من الأحوال إلى نجاح دراسي، وإن كان الموسم الدراسي مخفقا فالعطلة هي الفرصة النادرة أيضا لمحاولة تهيئة الأبناء للعام المدرسي القادم بمعنويات أقل إحباطا. كيف تضع الأسرة برنامجا للإجازة الصيفية يتناسب مع رغبات كل الأبناء؟ - أولا قبل كل شيء يجب أن تتوافر الثقة بين الأبناء والوالدين في أنه ما يتفق عليه سوف ينفذ، وإلا سيشعر الأبناء أن هذا الأمر مجرد وعود وأمان غير قابلة للتحقيق، وعندها سيفكرون في برنامج خارج نطاق الأسرة مع الأصدقاء. ثم لا بد من إشراك كل الأبناء في وضع الخطة وتحدد المحاور الأساسية والأعمال التي يمكن عملها في فترة الصيف وأهداف الأسرة خلال هذه الأشهر، وكل يقدم اقتراحاته وأمنياته لهذه الفترة ثم بعد ذلك يتم عمل برنامج لهذه الأشهر يراعى فيه الجانب الترفيهي والثقافي والتربوي. ويجب أن تقسم الخطة من حيث التنفيذ على ثلاثة مستويات: وقت يكون فيه الأب والأم هم المسئولين عن البرنامج، ومعنى ذلك أن تكون الأسرة كلها مع بعضها مثل أوقات المصايف أو الرحلات الأسرية، ووقت آخر يكون أحد الوالدين هو المسئول في حالة انشغال أحدهما للعمل أو لشيء آخر، ووقت يكون للأبناء وحدهم سواء مع بعضهم أو مع الأصدقاء، وبذلك يحقق البرنامج للأسرة متكاملا. هذا يدفعنا للحديث عن الأصدقاء، فكثير من الأسر تخشى على أبنائها من الأصدقاء، خاصة في فترات الإجازة الصيفية، فكيف توفق الأسرة في المحافظة على أبنائها من أصدقاء السوء، ومع ذلك لا تجعلهم بمعزل عن الآخرين؟ - الأصدقاء قبل فترة المراهقة غالبا لا يخشى منهم؛ حيث يمكن للوالدين إبعاد أبنائهم عنهم إذا شعروا بالخطر منهم، والمشكلة الحقيقية تكون في فترة المراهقة خاصة لدى الأبناء الذكور؛ حيث يشعر الولد بالاستقلالية عن الوالدين، ولا بد للآباء أن يدركوا ذلك فإذا أدركوا هذا الأمر وتعاملوا معه، كما أن العلاقة بين الوالدين والأبناء إذا كانت مبنية على الثقة سارت الأمور بشكل طبيعي؛ حيث تكون الصراحة والوضوح بينهم عالية، وبذلك سيكون أصدقاء الأبناء هم أصدقاء الوالدين، وإذا شعر الوالدان بخطر من أحد أصدقاء الأبناء من خلال الحوار والثقة الموجودة يمكن إقناع الابن بالابتعاد عن هذا الصديق. وهناك أمور عامة يجب أن تكون متفقا عليها داخل الأسرة، وهي الضوابط العامة التي تحكم العلاقات والحركة داخل البيت مثل أن تتناول الأسرة معا أحد الوجبات في اليوم، وأن يكون هناك احدى أقصى للأفراد لا يتآخرون فيه خارج المنزل مساء، أن تكون الثقة والصدق والوضوح صفات حاكمة للعلاقات داخل البيت، وعند ذلك لن يخشى على الأبناء. في بعض الأحيان تكون الأسرة عاملة، بمعنى أن الأب والأم يعملان ويتركان الأولاد وحدهم خلال فترة الإجازة، فكيف يمكن للآباء في هذه الحالة المحافظة على أبنائهم؟ - الأفضل أن الأب والأم يجب أن ينسقوا أوقاتهم خلال فترة الإجازة الصيفية من حيث الإجازات وأوقات الفراغ حتى يكون أحدهما متواجدا مع الأبناء فترات كبيرة، كما يجب أن يشارك الآباء الأبناء بعض الأنشطة حتى يشعروا أنهم معا طول الوقت، وليكن الوقت الذي يكون فيه الوالدان في العمل هو وقت الأبناء مع بعضهم أو مع الأصدقاء. وسائل الإعلام للأسف الشديد هناك صراع بين الأسرة ووسائل الإعلام، فالأسرة تشعر أنها إذا تركت أبناءها سيقعون فريسة لوسائل الإعلام، وكثير من وسائل الإعلام تحاول جذب الجمهور من خلال التركيز على الإثارة وما يهدم القيم والأخلاق، والخروج من ذلك هو برنامج الأسرة الذي تحدثنا عنه، والذي يشغل الأبناء ولا يتركهم غنيمة سهلة لهذه الوسائل، ويجب أن يشمل البرنامج مساعدة بعض أعمال وسائل الإعلام الجادة حتى لا يشعر الأبناء بالعداء لهذه الوسائل، بل هي مثل كثير من الأشياء بها الجيد والرديء، ويجب أن تكون فقرات وسائل الإعلام أثناء تواجد الأسرة كلها، وذلك بمشاهدة بعض الأعمال الدرامية الجادة أو بعض البرامج المفيدة، فإذا جعلت الأسرة وسائل الإعلام من خطتها فلن تحدث مشكلة، أما الإنترنت فيمكن الاستفادة به في الحصول على معلومات عن موضوعات معينة أو التواصل مع الآخرين، وذلك أيضا في إطار العمل الأسري.