هل قضت الإنترنت بالفعل على شركات الاتصالات بالضربة القاضية؟

لا يخفى الدور الذي تضطلع به الإنترنت في زيادة دخل شركات الاتصالات حول العالم، وذلك لكونه واحدا من أبرز الخدمات التي تلاقي إقبالا كبيرا من الجماهير، والذي بات في وقتنا الحاضر من الأهمية بمكان بحيث لا يستغني عنه الملايين حول العالم، لكن تقريرا حديثا صدر عن شركة أمريكية متخصصة في البحث على شبكة الإنترنت أشار إلى أن شبكة المعلومات الدولية ساهمت بشكل فاعل في انهيار سوق الاتصالات العالمي، وتعرض العديد من شركات الهاتف الدولية لخسائر كبيرة بسبب تقنيات الاتصالات المتطورة التي مكنت المستخدمين حول العالم من إجراء اتصالات هاتفية منخفضة التكاليف مقارنة بأسعار المكالمات الهاتفية التقليدية. وأضاف التقرير أن التعريفة الهاتفية من المفترض أن تواصل انخفاضها بسبب التقنيات الجديدة التي تنافس بقوة شركات الاتصالات وتهدد بقاءها، خاصة وأن شركات الاتصالات العالمية فقدت ما يقرب من 7.6 بليون دولار من سوق الاتصالات العالمي في الفترة ما بين مارسآذار عام 2000 إلى سبتمبر عام 2002 بسبب أنظمة الاتصالات المتطورة التي انتشرت حول الكرة الأرضية. وحمل التقرير الإنترنت مسئولية انهيار سوق الاتصالات بسبب تمكين المستخدمين من إجراء اتصالات حول العالم من خلال أجهزة الكمبيوتر بأسعار رخيصة جدا، حيث بلغ حجم المكالمات الهاتفية التي أجراها المستخدمون خاصة في البلدان الفقيرة من خلال شبكة الإنترنت 9.9 بليون دقيقة خلال عام 2001 فقط، بينما بلغ حجم المكالمات الهاتفية التي تمت بواسطة شركات الاتصالات الدولية في نفس العام 18 بليون دقيقة. وتوقع التقرير أن تصاب شركات الهاتف التقليدية بالانهيار ما لم تقم باستثمار الإنترنت وتخفيض التعريفة الهاتفية لمواكبة التغيرات الحالية، خاصة وأن حجم الاتصال بالإنترنت ما يزال صغيرا بسبب القيود المؤقتة التي تفرضها بعض الدول على الاتصالات الدولية عبر الإنترنت. ويرى خبراء الاتصالات أن عام 2003 سيشهد نمو الأنظمة الهاتفية التي تستخدم شبكة الإنترنت، إلى جانب التوسع في الشبكات اللاسلكية مثل الاتصالات الصوتية التي تستخدم الأنظمة اللاسلكية والتي تتيح فرصة الاتصال السريع والمنخفض التكاليف حول العالم.