ندوة ثقافية عن رفاعة الطهطاوي

نظم المجلس الأعلى للثقافة في مصر ندوة دولية عن رفاعة الطهطاوي (1801- 1873) في القاهرة تحت عنوان رائد حركة التنوير بمشاركة أكثر من 58 باحثا من العرب والاجانب. وتطرقت الندوة إلى مشروع الطهطاوي، أول رواد التنوير في مصر الحديثة، وارتباطه بمشروع محمد علي باشا باعث نهضة مصر، وكان أمام أول بعثة يتم ارسالها الى فرنسا لنقل اهم منجزات العلم بداية ثلاثينات القرن التاسع عشر. كما بحثت الندوة في جهوده في الترجمة ونقل الثقافة الغربية الى الشرق ضمن تفاعل الحضارات وتأسيسه مدرسة الألسن لخدمة مشروعه في الترجمة والتي استمرت حتى الان تحت اسم كلية الألسن. ومن ابرز انجازاته في هذا المضمار قيامه بترجمة الدستور الفرنسي كي يستفيد منه القائمون على الدولة من جهة والقطاعات العريضة في المجتمع لمعرفة حقوقها وواجباتها ضمن الخصوصية المحلية. وقدم الطهطاوي مشروعه التربوي في كتابه المرشد الأمين للبنات والبنين ومن ابرز المفاصل التي حملها كتابه ضرورة تعليم البنات وتحسين اوضاع المرأة في المجتمعات الإسلامية. وشرح وجهة نظره في العلاقة بين الفكر الغربي والإسلامي من خلال كتابه تخليص الابريز في تلخيص باريز الذي وصف خلاله العاصمة الفرنسية والاختلافات القائمة بين المجتمع الإسلامي وفرنسا. وساهم الطهطاوي في تأسيس الصحافة في مصر من خلال إصداره صحيفتي الوقائع المصرية و روضة المجالس. وكان له مواقفه المتميزة تجاه الفنون العصرية التي كان رجال الدين يعارضونها في تلك الفترة مثل الرسم والنحت وغيرها. والتقت جهود الطهطاوي ومحمد علي في المشروع التحديثي، الا انه اختلف مع عباس الاول الذي ابعده عن مؤسسات الدولة ونفاه، حتى اعاده الخديوي اسماعيل الى وضعه الاول حيث استمر بالعمل الى حين وفاته. ومن ابرز المشاركين في الندوة من الباحثين العرب: الفلسطيني فيصل دراج والسوري محمد جمال باروت واللبناني محمد دكروب والتونسي الحبيب الجناني. ومن مصر استاذ الفلسفة عاطف العراقي والمفكر انور عبد المالك واحمد عبد المعطي حجازي وصلاح فضل وجابر عصفور كما شارك احفاده محمد وماجدة رفاعة الطهطاوي.