الإسلام ينتشر من جديد

فيما تشتعل الحرب على الإسلام والمسلمين من قبل أعدائه في أوروبا وأمريكا، ويحاولون تشويه صورته أمام شعوبهم لينفروا الناس منه، واتخاذ الاعتداءات الأمريكية سببا في تشويهه والانقضاض عليه بزعم أنه دين إرهاب وليس دين سلام، على العكس من ذلك أصبح إقبال الغرب على الإسلام يزيد يوما بعد يوم، وصدق الله جل وعلا إذ يقول يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ومع الأموال الطائلة التي ينفقها المنصرون والإعلام الغربي في سبيل القضاء على الإسلام والمسلمين، وبالرغم من الهيئات والجمعيات التي تسعى ليل نهار لإضلال الناس، إلا أن هذه الأموال وهذه الجهود لا تلبث أن تذهب هباء منثورا، أليس هذا هو ما أخبر الله جل وعلا عنه حين قال إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون الأحداث الأخيرة كانت سببا للتعرف على الإسلام أثبتت الدراسات أنه بعد التفجيرات الحاصلة لمبنى التجارة العالمي في أمريكا وغيره من التفجيرات، زاد إقبال الناس على التعرف على الإسلام ومعرفة حقيقته، خاصة مع تزامن إعلان الحكومة الأمريكية أن الحرب في أفغانستان ليست حربا على الإسلام، وإنما هي حرب على الإرهاب ومحاولتهم التأكيد على ذلك مرة بعد أخرى، مما حدا بالكثيرين إلى محاولة التعرف على الإسلام من خلال تفسير القرآن الكريم والنشرات والكتب المعرفة به، ليس عن طريق وسائل الإعلام الغربية كما كان الحال في السابق وإنما عن طريق كتب المسلمين أنفسهم. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها للكاتب جودي ويلجورين أن الإسلام يعد أسرع الديانات انتشارا في الولايات المتحدة، ويبلغ عدد المسلمين في أمريكا ستة ملايين مسلم. وقال أحد الخبراء الأمريكيين إن عدد الذين يعتنقون الإسلام سنويا يقدر بخمسة وعشرين ألفا بينما أكد أحد رجال الدين المسيحي أن عدد المسلمين قد تضاعف أربع مرات بعد حادث الحادي عشر من سبتمبر. الإقبال على الإسلام من الطبقات المثقفة ومما يجدر التنبيه له أنه اعتناق الكثيرين للإسلام في الدول الغربية ليس للبحث عن مخرج لمعاناتهم الاجتماعية أو لتدني مستواهم المادي أو الوظيفي أو التعليمي، بل على العكس من ذلك أصبح الإقبال على الإسلام والبحث عنه من أولئك الميسورين المثقفين من أبناء الطبقات الغنية في تلك المجتمعات، وهذا يدل على أن الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده في هذه الأرض فمهما حاول الأعداء أن يزيلوه فلن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا. فهذا نجل أحد المسؤولين البريطانيين الكبار يقول إن الإسلام يتناسب مع التقاليد البريطانية ولا يتعارض معها. فيما قال جوي أحمد دوبسون - نجل وزير الصحة السابق فرانك دوبسون - إن الإسلام أثر على حياته الروحية ، ودفعه للتفوق في دراسته الجامعية حيث حصل على المرتبة الأولى. وهذه نماذج وغيرها كثير تدل على أن الإسلام ليس دين المرتزقة أو دين المكرهين، وإنما هو دين الذين يبحثون عن الحقيقة ودين المنصفين الذي يفكرون بعقولهم دون هوى أو عصبية. تميز الإسلام باحترام الأنبياء جميعا والمساواة بين أتباعه إن مما يميز الدين الإسلامي عن الأديان الأخرى أمور كثيرة، كلها تجعله سببا في إقبال الناس عليه حين يتعرفون على هذه الحقيقة، ونذكر من هذه المميزات: وضوح العقيدة وصفاؤها وموافقتها لعقل الناس فليس فيها شيء غامض ولا محير، هذا بالإضافة إلى احترامه للأنبياء السابقين بل وجعل الإيمان بهم أساسا من الأسس الإسلام، مع تبرئتهم من كل ما يؤدي إلى تنقصهم أو النيل منهم. ثم أمر آخر وهو عدم التفرقة بين المسلمين لا في جنس ولا عرق ولا غيره، كما قال سبحانه إن أكرمكم عند الله أتقاكم وكما قال رسوله صلى الله عليه وسلم لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى هذا خالد يحيى رئيس قسم الديانات بجامعة تمبل والذي اعتنق الإسلام عام 1973 واعتنق الإسلام على يديه مائة شخص يقول إن مما يتميز به الإسلام أنه لا يوجد به رتب ولا فروق بين المسلمين بل الجميع سواسية، ويؤكد على ضرورة سعي المسلمين لنشر دين ا لله جل وعلا ويضعوا نصب أعينهم وجوب إنقاذ البشرية من ضلالها. ومع هذه الصورة المشرفة للإسلام، فلا بد ألا ننسى أن هناك من يتربص بالإسلام والمسلمين الدوائر، وأن أهله مقصرون جدا في تبليغه للبشرية، وأن كل مسلم مطالب بما يستطيع من أجل توضيح هذا الدين للإنسانية جمعاء.