في عصر الإنترنت:أين الثورة المعلوماتية العربية؟

من المهم جدا استعراض بعض مظاهر التخلف المعلوماتي في مجتمعاتنا العربية في وقت أحدثت فيه الإنترنت ثورة معلوماتية هائلة. ومن هذه المظاهر انعدام الثقة في البحث العلمي، وجدوى الحلول العلمية، وعدم تقدير العلميين وانقطاع معظم المتعلمين عن تحصيل العلم بمجرد تخرجهم أو حصولهم على درجاتهم العلمية، وعدم مواكبتهم للثورة المعلوماتية التي أتاحتها الإنترنت للجميع. ويلعب غياب التقنية عن دور البحث العلمي والمعاهد دورا مهما أيضا في قصور الجانب المعلوماتي العربي، وهو ما يسبب إحباطا للمبدعين وضمور الطلب على المتاح منها من قبل الطلاب والباحثين والمهندسين والمهتمين، وعدم استغلال المعلومات المتوافرة في عملية اتخاذ القرارات التي يسودها طابع الحدس والعفوية. أيضا لا نغفل عدم وجود صناعة عربية للبرمجيات، وعدم الاهتمام بالتشريعات الخاصة بحماية الملكية الذهنية والفكرية، وضعف البنى الأساسية لنظم المعلومات المتمثل في غياب السياسات الوطنية وضعف التكامل العربي، وعدم تجاوب نظم التعليم الرسمي مع مطالب إعداد الأجيال المقبلة. وهنا يجب على الجهات المتخصصة في البحث العلمي أن تواكب ثورة العصر التي أتاحت المعلومات للجميع، والتي باستطاعتها أن ترفد البحث العلمي بكافة مجالاته لما تحتويه من ملايين الأبحاث الهامة والمفيدة.