المنفلوطي : أديب الحزن والبكاء!!

قرابة الثمانين عاما مرت على وفاة مصطفى لطفي المنفلوطي، الكاتب الذي ألهب بشفافيته ورومانسيته إلى حد الإفراط مشاعر المراهقين والمراهقات لعقود، عبر روايات مترجمة أعاد صياغتها بطريقة شفافة رومانسية أقرب إلى كتب الجيب التي تباع على الأرصفة منها إلى الأدب الرصين. والروايات التي أعاد المنفلوطي صياغتها مثل ماجدولين تحت ظلال الزيزفون ، أو التي ألفها مثل العبرات والنظرات، تعج بالبكائيات والنحيب، ويتضح ذلك جليا من العناوين التي كان يختارها لقصصه، مثل وارحمتاه،البائسات،في غرفة الأحزان،قتيلة الجوع... وغيرها من العناوين التي تستدر العطف أكثر من سموها بقارئها إلى الذوق الرفيع والعاطفة النبيلة البعيدة عن الإغراق بالدموع والآلام والنحيب، وإن كان للمنفلوطي فضل يذكر في هذا الخضم الأسود من الحزن المبتذل، فهو صنعته الأدبية الإنشائية التي دفعت العقاد إلى أن يوصي الطلبة بقراءة كتب المنفلوطي والكتابة على منواله لتعلم الإنشاء، مع أنه كان في الوقت نفسه انتقد أدب المنفلوطي مع غيره من أدباء عصره، مثل المازني وأحمد حسن الزيات والناقد الدكتور شوقي ضيف واصفين أدب المنفلوطي بالسذاجة والسطحية والخلو من أي غذاء للعقل والفكر . توفي المنفلوطي عام 1924 تاركا وراءه عدة كتب منها النظرات والعبرات وماجدولين والفضيلة وفي سبيل التاج.