الصحافة المهاجرة صوت الأدب المهاجر!!

لم يكن الأدب المهجري نتاج ثقافة غريبة عن ثقافة الوطن الأم، بل كان في معظمه امتدادا لهذه الثقافة التي صقلها الحنين وحب الجذور والارتباط الوثيق فيها، فهؤلاء حملوا معهم من الوطن الأم كل شيء، حتى إحساسه!! صحيح أن للأدب المهجري في أمريكا اللاتينية تحديدا الكلمة المسموعة بين الآداب التي نشأت في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، بحكم التواجد الأكبر للمهاجرين من بلاد الشام تحديدا هناك، إلا أن آداب مواطن الاغتراب الأخرى ظلت أيضا متواصلة مع الوطن الأم، هذا الأدب الذي مثلته وخدمته الصحافة العربية التي أنشئت هناك لتكون قواعد انطلق منها الأدب في طريق عودته إلى الوطن. الصحافة العربية في أستراليا يعود تاريخ الهجرة العربية إلى أستراليا إلى عام 1860م، إلا أن أول صحيفة عربية ظهرت هناك كانت صحيفة الوطن العربي نصف الشهرية والتي صدرت عام 1957، وهو وقت متأخر جدا بالنسبة لتاريخ وصول الهجرات الأولى. هذه الصحيفة توقفت بعد عام واحد من صدورها، ثم لتصدر في عام 1965م جريدة القمر نصف الشهرية ثم جريدة الهدف الأسبوعية، وفي أواخر الستينات صدرت صحيفة صوت المغترب ثم غابت ثم عادت، وكانت عودتها بداية انتظام الصحف العربية، تبعتها جريدة التلغراف،التي لازالت تصدر حتى الآن ثلاث مرات في الأسبوع. وفي العام 1977م، تم تأسيس جريدة النهار وهي مازالت تصدر حتى الآن مرتين في الأسبوع. وفي العام 1986م، صدرت جريدة البيرق وهي تصدر حاليا ثلاث مرات في الأسبوع. وصحفنا العربية اليوم تصدر جميعها بانتظام، وبدأت تستعمل التكنولوجيا الحديثة التي تمكنها من نسخ نصف موادها عن الصحف العربية، حتى أنها تستعمل نفس أسماء الصحف العربية في الوطن الأم. أما على صعيد المجلات، فإن أول مجلة عربية صدرت في أستراليا كانت مجلة النور التي صدرت في سدني عام 1963 بصفة شهرية، وأحيانا نصف شهرية واستمرت تصدر حتى عام 1967م،. ثم مجلة المنارة و كانت أول مجلة دينية وصدرت عن اتحاد المجالس الإسلامية في أستراليا عام 1964م، وكانت تصدر أربع مرات في السنة، ثم أصبحت تصدر مرتين سنويا، و مجلة الرسالة كانت أول مجلة سياسية اجتماعية، صدرت في ملبورن عام 1975م، شهرية استمرت لمدة عامين. و مجلة الثقافة وكانت أول مجلة حزبية شهرية تصدر في أستراليا عام 1975م، استمرت لعدة سنوات.