قتيبة بن مسلم الباهلي

نسبه وولادته هو أبو حفص قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحسين الباهلي. ولد بالعراق عام 49هـ الموافق 66م نشأته وشمائله: نشأ قتيبة بن مسلم نشأة الأبطال فقد كان في صباه يجيد ركوب الخيل والكر والفر ، وأصبح من المهرة في حمل السلاح فأصبح بذلك قائدا فذا، فاتحا، وإداري حازم، تمرس بالإدارة منذ نعومة أظفاره، وقاد الجيش وتولى الولاية وهو في العشرينات من عمره. حارب وهو ابن سبعة عشر عاما ودام جهاده قرابة ثلاثين عاما، ولم يكن من عشيرة كبيرة ولا قرشيا، ولكن الذي قدمه في سلم الدرجات رجاحة عقله، وشدة بأسه، وإخلاصه لقضية العرب والإسلام. ويمكن أن نجمل صفاته العسكرية فيما يلي : 1-سعة الاطلاع. 2-البراعة العسكرية. 3-تحمل المسؤولية. 4-الضبط الصارم. 5-الكتمان. 6-التعاون. 7-توخي الهدف. 8-الاقتصاد بالقوة. أما صفاته العقلية فتتمثل فيما يلي: 1-أصالة الرأي. 2-الإبداع. 3-سرعة القرار. 4-الحيلة والخداع. 5-بعد النظر. ولا تقل صفاته المعنوية أهمية ويمكن أن نجملها فيما يلي: 1-الشجاعة. 2-قوة الشخصية. 3-الثقة بالنفس. 4-الثبات والتوازن. 5-الإخلاص. توليه الإمارة : تولى ولاية الري وهي منطقة طهران في شمال إيران حوالي عام 80هجرية (698م) في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وتولى ولاية خراسان في آخر عهد عبد الملك وطيلة مدة حكم ابنه الخليفة الوليد بن عبد الملك، وكان انتخابه لهذا المنصب في ظروف صعبة للغاية تخللتها محنة كبيرة كانت تمر بها البلاد وخصوصا العراق وفارس بعد تمرد عبد الرحمن بن الأشعث. فتوحاته: فتح بلاد ما وراء النهر وهي الأقطار الكائنة شرق نهر جيجون المسمى الآن: آموداريا وهي تتألف من أوزبكستان الحالية وطاجكستان وقرغيزيا وقسم من قازغستان، كما فتح قسما من تركمانية في الشمال الغربي من جيحون وغرب بحيرة أورال وبالذات منطقة خوارزم وكذلك تقدم في أفغانستان ثم اندفع كالإعصار شرقا مجتازا الحدود الحالية بين الاتحاد السوفيتي والصين فدخل مدينة كاشغر الكائنة في تركستان الشرقية ضمن الصين. أسلوبه في إدارة المعارك: كان قتيبة بن مسلم أحد العباقرة العسكريين ومن أنجح الولاة والإداريين. وقد أولى قتيبة مبادئ الحرب أهمية خاصة في جميع معاركه حيث كان يتابع الخطوات التالية: حشد القوى. التعرض. الأمن. المباغتة. سرعة الحركة. التعاون. الاقتصاد بالقوة. الأمور الإدارية الجيدة. وقد كان قتيبة ذا عقلية حذرة ومخيلة بالغة الذكاء وواسع الحيلة فلقد اهتم بالأمور التالية أكثر من غيره: - الأمن والحذر. الكتمان. الحيلة. الخداع والتضليل. الإبداع والتجديد في الخطط وخلق مواقف جديدة معجزة للعدو في مجال الخداع والحيلة والتضليل لا يدانيه أو يتفوق عليه سوى القائد الداهية عمرو بن العاص السهمي. وفاته: عندما كان في الصين أدركه نبأ موت الوليد بن عبد الملك وتنصيب سليمان بن عبد الملك خليفة، وكان قتيبة ممن لا يعتقد بأهلية سليمان لتولي القيادة، فنادى بخلعه وتهيأ لتنحيته بالقوة، فزحف من كاشغر، ولكن الدولة هيأت له من يغتاله في فرغانة، فهاجمه وكيع بن حسان التميمي غفلة وهو في بيته وقطع حبال بيت الشعر الذي كان فيه فسقط على رأسه عمود البيت فقضى عليه. وقد اهتز لمصرعه العرب والأقوام الأخرى التي أدخلها في الإسلام، بل لقد رثاه الفرس، وروى ابن زيني دحلان في كتابه الفتوحات الإسلامية ما قاله أحدهم قتلتم قتيبة والله لو كان منا فمات، لجعلناه في تابوت فكنا نستسقي به ونستفتح به. وقد كانت وفاته عام 96هـ الموافق 715م وهو ابن 45 عاما.