رسالة جامعيـة: مكة المكرمة والمـدينة المنورة في الشعر

اسم الباحثة : إنصاف علي بخاري الدرجة العلمية :دكتــــــــوراه كلية التربية للبنات - مكة المكرمة حصلت المحاضرة إنصاف علي بخاري من كلية التربية للبنات بمكة المكرمة تخصص الدراسات الأدبية على درجة الدكتوراه في الآداب والفلسفة مع التوصية بطبع الرسالة عن موضوعها: (مكة المكرمة والمدينة المنورة في الشعر في المملكة العربية السعودية.. دراسة موضوعية فنية). وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم من سعادة الأستاذ الدكتور صالح جمال بدوي أستاذ الأدب المشارك وعميد كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى (مشرفا). وسعادة الأستاذ الدكتور حسن باجودة أستاذ الأدب بجامعة أم القرى وعميد كلية اللغة العربية بها سابقا. وسعادة الأستاذ الدكتور حسن الشرقاوي أستاذ الأدب ومستشار وكالة كليات البنات بالرياض. وتناولت الرسالة السمات والملامح والقضايا العامة والخاصة فنيا وموضوعيا لشعر مكة والمدينة في ديوان شعر المملكة. أما حدود الدراسة الجغرافية بيئة البحث فهي مكة والمدينة بما يتبعهما من بقاع وجبال وشعاب وبما فيهما من مشاهد ومشاعر ومآثر. أما الحدود المكانية بالنسبة للشعراء مصادر الدراسة فهي خارطة المملكة العربية السعودية. وتبدأ الحدود التاريخية للدراسة من توحيد المملكة عام 1343هــ 1924م إلى 1420هـ2000م وشملت الشعر الذي عرض لذكر مكة والمدينة ونسب زمانيا ومكانيا إلى المملكة. وسارت الدراسة في منهج فني حرص على التكامل الذي خدم كافة جوانب البحث متجاوزا التنظير إلى التطبيق على نتاج ما يربو على تسعين شاعرا ما بين سعودي ومقيم على ثرى المملكة. وجاءت الدراسة في تمهيد وبابين ضم كل منهما فصلين. أما التمهيد فعني بإعطاء لمحة عن شعر مكة والمدينة قبل توحيد المملكة واختص الباب الأول: بالمضامين الفكرية وضم فصلاه الأول والثاني أحد عشر بحثا منها: التمجيد، الحنين، وقفات عند المشاعر المعظمة والمعالم والبقاع الشريفة، عمارة الحرمين وأحداث المدينتين، ثم مكة والمدينة في القصائد، وفي المطولات الشعرية فالمناسبات الدينية في شعر مكة والمدينة، والمناسبات العامة والخاصة، ثم الغزل بوصفه أحد المضامين التي حواها شعر مكة والمدينة بخصوصية متميزة. أما الباب الثاني فقد اختص بالبناء الفني وحوى فصله الأول عرضا لأساليب الأداء من لغة وتصوير ووزن، بينما اهتم الفصل الثاني بالقضايا الفنية. وتناولت الدراسة في هذا الشأن الصدق الفني وأصالة العاطفة خصوصية البيئة ووحدة الأدب، كما وقفت عند القيم الفنية والموضوعية لشعر المقيمين على ثرى المملكة عامة. ومن نتائج الدراسة: ـ شعر مكة والمدينة صورة ومرآة حقيقية لتدرج التجربة الشعرية في المملكة بدءا من الرعيل الأول ومرورا بجيل الوسط ثم أولئك الذين أبدوا من سمات الخروج على المألوف ما لم يخرجهم إلى تلك النماذج المتمردة المشوهة. ـ ارتبط شاعر مكة والمدينة بهما، وظهر هذا في كل أغراضه، وبدا الشاعر الحجازي أكثر من غيره ولعا بالمدينتين وأغنى شعرا بهما وأغزر نتاجا فيهما، كما ظهر شاعر المدينة خاصة أشد ولعا وحنينا بمدينته، بينما شاعر مكة هو الأكثر اعتدادا وتفاخرا بها. ـ استمد شاعر مكة والمدينة معجمه اللغوي والمعنوي من إيحاءات أسمائهما وخصوصياتهما.. أما التصوير فقد استقاه من عوالم مختلفة، وتوافرت في شعر مكة والمدينة الصورة بشكلها التقليدي وبصورها الحديثة المتعددة، وظهرت أغلب لوحاتها في جو وجداني روحي عميق الصلة بالمسجد الحرام والبيت والمشاعر المعظمة. ـ بدت النظرة إلى الكون والحياة والطبيعة من خلال هذا الشعر ذات أبعاد متميزة، وكما أكسبت مكة والمدينة الشعر في كل أغراضه سموا وجلالا فكذلك أوحت إلى شاعرها اللجوء إلى وقار الأبنية العروضية التقليدية وإن لم يقتصر عليها وحدها. ـ وظف شعر مكة والمدينة حقائق التاريخ الإسلامي وحوادثه ورموزه في معالجة القضايا الكبرى والحوادث الإسلامية الراهنة. وقد وجد في المطولات مجالا فسيحا سعى من خلاله إلى تحقيق توجهاته الداعمة للقضايا العربية والإسلامية . كما وجد مجالا أكثر رحابة في تعامله مع مضامين السيرة النبوية. ـ أثبت شعر مكة والمدينة انفتاحه على الآخرين والتقاءه مع التجارب الإنسانية، لأنه يستقي من الإسلام منهجا وتصورا. فهو شامل بشمول الدين، إنساني بإنسانية الإسلام، خالد بخلود مكة والمدينة ، متجدد بتجدد نبض المسلمين تجاهها. أما توصيات الدراسة فمنها: ـ ضرورة الالتفات إلى المكان بوصفه عنصرا بالغ التأثير في الأدب ولا سيما الأماكن ذات الإشعاع الديني أو التاريخي أو الأدبي أو الثقافي أو الوجداني وتقديمها في موضوعات بحثية لها خصوصيتها. ثم ضرورة الالتفات الواعي إلى هذا الإبداع الأصيل المتمثل في المطولات الشعرية الزاخرة، وذلك بإعادة طباعتها ونشرها وتوجيه الدراسات الأدبية إليها. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي ) عدد (29)بتاريخ (1422هـ)