شكرا لك

في هدأة الليل بدأت ألبس عطرا فإذا بالسماء تمطر بريقا من اللؤلؤ يداعب خدي فبدأت أشعر بأن شراع الياسمين جسدي وأن ينبوع الشوق قد فاض في عيني سواقي نحو درب القمر. وأنني أسبح كطير يجتاح المدى وأن أصابعي سنابل قمح يحركها النسيم وكفي امتداد لحقول ورد ورياحين فغدا سواد الليل ونحيب النجوم وغضب الغيوم ما عدت أعرف نفسي تحررت من سراديب ذاكرتي من سجن الحقيقة الذي يلاحقني أينما حللت تبدلت ملامح الأرض تغير لون جلدي ارتفعت جبال وانحسرت سهول ووديان وتفككت كلها بين أصابعي في مسافات عينيك حيث عزت الكلمات والأفعال والأوزان واخترعت لغة جديدة تعشق النقاط والحروف تداخلني في احتمالات الحوار تخلع عني ثوب الغبار تنير دروبي بطيف الأنوار