شعاع أزرق كالطيف

إنه اليوم الخامس لغيابك، ما أشده من يوم عصيب ومؤلم، إنه العذاب، القهر، الموت.. أتطلع إلى وجهك الغائب فلا أجد إجاباتي. لم يعد هناك زمن جميل، بهجرك اختفت كل الأمسيات وكل اللحظات المسروقة، ولم يعد بيننا سوى الضجر الذي يفتح فمه ضاحكا علينا. بالأمس كان ثمة شعاع يضيء قلبي بشعاع أزرق كالطيف يخترق أعماقي فيحررها من أسر الحزن، ويدخل إلي فرحة طفولية ،أتوحد دوما مع الصمت علني أجد عزائي، ولكن ما من دروب توصلني إليك.. فأنت قد تحولت فجأة إلى ليل طويل وموحش تماما كما هي دروب قلبك المغلقة. يجب أن تصدق حين أقول لك إني أحبك، وأن الدنيا أصبحت جميلة لأنك فيها، وأن النهار الذي لا يبدأ بدونك يتلاشى بسرعة كالظل. حبك بالأمس سرقني إلى جنات عدن، واليوم أدخلني إلى جهنم الشيطان، وما من وسيلة للنجاة، وما من وسيلة للخلاص. كقلب عصفور صغير لا يقوى بعد على الطيران أتوق إليك حين تأتي إلي كبلسم شاف ليضمد جروحي، أتوق إليك حين تكون رياحي عاتية وأمواجي مغرقة. أتوق إليك حين تهرم روحي وتجف بيادري وتموت البسمات. أتوق إليك حين لا يكون في الأفق سوى شمس واحدة هي شمسك، وقمر واحد هو قلبك، وروح واحدة هي روحك. فالصباح يبدأ من عندك، والنساء ينتهي لأنك غير موجود. فحين تغيب، تغيب الدنيا.. وحين تأتي.. تأتي الحياة..