التقويم الممزق

دفنت أشواقي.. في صمت المقل.. دفأتها بدمعي.. وغفت على طول حزني.. جميلة .. معتقة.. ويائسة.. حضنتها بين أهدابي.. وفاح فيها.. روح الياسمين.. لكن الخريف.. جاء مبكرا.. اصفرت الأهداب.. وتساقطت العطور.. وها هي الأيام.. تمضي .. تاركة أحزانا كثيرة.. فوق صمتي. فلا تلمني.. أيها العمر الحزين.. ذنبك.. أني.. مقيدة.. وأنك لي.. وكأني ما عشت إليك.. سوى.. أن أحصيك .. يوما.. بعد يوم.. وأنت تغادرني.. رويدا.. وأنت تعاني.. وأنا أعاني.. لا تلمني أيها العمر الحبيب.. لو كان بيدي.. لزرعتك حبقا وياسمين.. قلوبا .. وقبل.. فأنت وللأسف.. تمر علي .. كعابر سبيل.. سنة وراء سنة.. كبراعم .. تعبي.. أسقطها الخريف.. على غفلة من الربيع.. فلا أتذكر منك سوى تقويم .. ممزق.. ولا تتذكر مني.. سوى.. جسد.. يموت.. يوما.. بعد يوم. وأحلام .. قد زادته شحوبا.. ولن ألومك .. يا عمري. لو مزقت من التقويم.. في اللحظة.. ألف يوم.. لن ألومك.. يا حزين..