صرخات دفينة

أعوام مرت أعوام من الشقاء وصدمة الدم مرت لأعلى الرمل والحصى.. وإنما فوق حقول القلب.. سنوات من الحرمان سنوات من الخراب والدمار.. تقبع في ذاكرة النسيان وتأتي الكلمات .. تلون الغسق السحري بلون السواد.. وتوشي بالحزن دروب الحياة.. دماء الأطفال الأبرياء بقايا الأشلاء المتفرقة حجارة هنا.. حجارة هناك.. تضرب الرأس ليستيقظ ما تحت الرماد.. وأصرخ .. فيختنق الصوت في حنجرتي تتزاحم الصور في مخيلتي.. وتتهاوى الذكريات تبعثر بقايا أفكاري.. تطل من غسق الدجى رموز .. كدت أفقدها.. فأشجاري.. رماد من دموع الأمهات تحكي بصمت حكاياها.. بدمع جف على الخدين .. بقوة الحجر تهواها.. وأحلامي .. ألا يا أنهر الذكرى.. متى الأحلام نحياها؟.. وأسواري.. أحطمها.. أعمر في مساقطها.. مدنا تعج بالأحلام، والأفراح وسواها.. أناشيدي.. سأطلقها .. سأشعلها ولست أخاف بعد اليوم- عقباها وعلى ورد الليلك. نشيد في طلول الصمت.. طفل في سراب الروح يلعب في محياها .. ألا يا قدس يا قمرا.. زرعتك وردة من نار.. لن يموت معناها.. حملتك في قلبي زنبقة حب وازدهرت.. شقائق النعمان.. فاحمرت وجنتاها.. أسراب الحمام راحت تدور الكون.. من قلبي .. إلى قلبي.. من مائي.. إلى عشبي.. فلم تجد من يلقاها.. وتشتعل الليالي قرابين عشق.. صرخات دماء .. لطالما نسيناها .. فتموت الكلمات في حنايا السطور.. وتدفئها في مثواها.. ولا نحزن حتى على الأحلام.. لأننا بأيدينا.. قتلناها..