فرح ضائع

غدا .. حين تأتي أيها الفرح.. سأفتح لعبورك بوابات قلبي.. سأسحب عن عيني ستائر عتمة انتظارك المر.. فما زلت أحب الحياة وقلبي لم ينس النبض بعد! غدا.. سأنتفض من ركام يأسي وأعبر بك الزمن إلى قرون مضت حيث بلاد الحكايات لا تعرف إلا البطولة.. والسعادة الدائمة! سأغوص بك في عمق الأساطير وأعلق مشنقة لليأس وأغتال كابوس الوحدة! أنتظرك أيها الفرح! تعال! اشتاقتك الوسائد لتزرع فوقها ليلا لحلم هادئ.. اشتاقتك عيون اعتادت الاغتسال اليومي بدموع الصبر.. والانتظار! تعال أيها الفرح بكل صورك الملونة بابتسامتك وصخبك ففي كل قلب لك ألف بطاقة دعوة للقدوم وفي كل ساعة لك ألف انتظار! لماذا تنتعل كل يوم خفي الرحيل وكل أمكنتنا في نظرك مطار للمغادرة. أيها الفرح عاد الفجر مندى بالدموع والحكايات التي كانت فجرا مشرقا.. باتت أفقا رماديا من سماء الخريف كتب عليها: الوداع.. الوداع! بزفرات الحب الماضي! ضاعت أيام السعادة. انتشرت قشات العش في مطر الصباح. رحل الليل مع عصفوري الحبيب! لم يترك في الذاكرة يدا تلوح أو نظرة فيها حنان..! النبع أنت. والنبع لا يعلن جفافه مهما ازداد عطش العابرين! لماذا سمحت ليأسنا أن يقفل أمامك حدائق الفرح! امتحنا قوتك السحرية.. علمنا كيف نصطاد محارات السعادة! ونبحث فيها عن حبات الأمل لنعلقه عقدا يدلنا عليك! علمنا كيف نتجاوز هذا الشلال المتدفق من مشاعر الخوف.. القهر.. اليأس! لنصل إلى شراعات أمانك وندير دفة التفاؤل نحو مستقبل يكره صحبة الأحزان. ابق معنا لعلنا نشهر في وجه الخمول سيوف النشاط. ننهض من غفوة مشاعرنا نعبد بحجارة الحب طريقا نحو غد أجمل ابق معنا لعلنا نزرع للغد ياسمينة فرح دائم وننسى جميع أشكال الألم أمرح كطفل صغير يحبو في أرواحنا لنتحرك أكثر.. ونحب أكثر.. ابق زهور الأمل في روابي القلب ربيعا دائم الاخضرار!