لحظات الموت

عندما يفك الليل ضفائره السمراء.. مطلقا تنهدات الصمت على السفوح المستفيضة بالصرخات الفضية، المرددة أصداء الأغاني التي تركها الرعاة بصمة على الصخور الأزلية.. عندما تنحني جبهة الشمس لتلقي بأشواقها على صدر الزمان ساحبة وشاح الصخب مخلفة خيوط السحر والرهبة والصفاء.. أقف على عتبة الذكرى ململما همسات الأمس مستقطرا نفحات الماضي.. جاعلا بحرا من الخواطر يلهب من صهيل دمعة فراق تركها القدر قبلة نارية على جبين الدهر. فومضت تستجير بالأشرعة التي تمزقت .. بالأجنحة التي أثقلت بأنيار أعرافنا القاتلة.. لحظات من العمر الطويل كافية لأن تجعل الورود التي تفتحت في خميلة الذكرى رمادا.. وأن تسحق كل لوحة رسمتها ريشة الخيال على جدار الأمل المطلي برعشة الحقائق. لحظات من العمر .. تحيل النور نارا والخضرة هشيما.. والحب موتا أسود..