رثاء

ألا يحق لي أن اكتب رثاء لرحيل سنونو الحب عن أعشاش قلبي.. ألا يحق لي أن أنتحب أمام قصور الأحلام المتهاوية.. لكنك لم تكمل قراءة ورقتي ومضيت تصرخ عجلات غضبك وأنا وحيدة على قارعة الألم أتعثر بشوارع دموعي.. أخبرتني أنك سترحل ولن تغيب طويلا وستأخذ عيني زوادة لمائدة الغربة الطويلة.. وقلت سأخبئك عصفورة في قمصان دفاتري.. وقلت.. وقلت.. ثم رحلت إلى بلاد الثلج الدائم.. تتالت الأحزان وطال الغياب .. وتصارخت أسلاك الهاتف .. لم يعد بعد إلي أن عدت يا رفيق أوراقي وقلبك متعريا من عواطفي.. عدت وما تزال شمس الشمال الباهتة تبزغ من عينيك.. عدت وحنين يتوضأ بثلوج المرايا والصبايا في كفيك.. فكيف تطوي ورقتي وتخنق عنق الكلمات وأنت العائد وتتراقص في حقائبك صور الثلوج المتعرية من دفء الشرق.. كيف؟ .. هل أخبرتني؟!..