تأملات

زمنا طويلا راحت الغربة تسكن دمي.. وفي دمي ارتعاشات حنين.. تحاصرني ذكريات الأمس ويحررني الانفلات بعيدا خلف حدود الذاكرة طريق ومستقبل وحكاية لم تنته.. لماذا ينام السهد في عيوني؟ ولماذا تترع الكأس بلهب المواعيد المحترقة؟ أأعيش وحيدا؟ ويصير الاستمرار سجنا مسورا بالهموم والوجع والصخب!! أم أن شرفة الأحزان تلقي بشجن اللحظات المسافرة؟ وأترك كل الدموع الحرى خلف حدود النسيان ??? بالأمس كنا معا هناك.. نقشر الصمت كبرتقالة .. نشرب نخب التحولات .. ونملأ الكؤوس بالرهان .. تسقط الدموع فنملأ الكؤوس بالكلام.. وعلى المقعد أو الطاولة نقتسم اللحظة الآتية وكأن الذي زرع حدائق الروح لم يكن.. وجدها الريح تدق ولا يدخل أحد.. ??? بالأمس .. كنا نحلم.. وكانت الأحلام تمر تباعا.. تدور في المدينة .. ثم تصعد الجبال.. أخيرا تستلقي على المصطبة النائمة تحت شجرة التوت تحدق بالمارة أو تسلم عليهم بابتهاج.. بالأمس .. كانت الأحلام ملك كل الناس.. يبنون بيوتا.. يحبون، يحزنون، ويمشون في الليالي المقمرة، يقطفون الكلام، يفترشون العشب، ويزهرون كالنرجس. ??? لكن كما قيل.. ونحن سمعنا .. بأن الأحلام ماتت.. مرت الجنازة من هنا.. لم يكن لدينا ورد أو قصائد للرثاء بحثنا في قلوبنا فلم نجد سوى العصافير الميتة .. لذلك وقفنا بعيدا هناك عند الأبواب المتكسرة رفعنا أيدينا ملوحين وبكينا.. لكننا ما نزال نراهن على أحلام جديدة.. ??