حكاية البنفسج

لماذا أعشق الحزن..؟ لماذا اصنع من نجمات المساء غطاء حزن .. أتدثر به .. واقبع على تلال آلامي.. أترقب مجيء النوم.. كي أهجع إليه.. على أسرة أحزاني..!!؟ هل لأني أعشق الليل وسواده الشاعري.. أم لأني مغرمة بالقمر.. ومسحورة بالهدوء..!! هنا .. خلف نافذتي.. أقف صامتة.. تدور في رأسي آلاف الذكريات القديمة وتجول .. في خاطري مشاعر وأحاسيس غريبة.. لا أدري ما جنسها.. حزن وفرح.. ألم وأمل.. وشج الماضي يتسلل إلى مدن وجودي كطيف ألم.. يكسر دمى الفرح الصغيرة.. ويدخل حدائق عمري يزرع ورودا.. بل أشواكا.. على تلال جراحي القديم.. يسقيها حزنا وهما جديدا.. يتجول في خاطري كعصفور بريء في دوح أخضر.. تارة يقف مزقزقا على غصن.. وتارة يطير بعيدا.. وربما لن يعود.. !! ترى هل هو سبب حزني وتعاستي.. أرجوك يا طيف.. أخرج من أخيلتي.. ودعني أمارس طقوس حياتي كزهرة تفتحت لتوها.. اخرج .. مني .. وكفاك تلعب بأيامي .. من خلف ستارات الزمن.. ألا يكفيني جرحا.. وألما.. أني أحببت إلى حد الجنون..!!؟ ألا يكفيني حزنا.. أني اشتقت لبحار عينيك.. وشطآن جفنيك.. وأنت مجرد طيف وخيال ..!!؟ اخرج ودعني أتوقف عن تمثيل دوري في مسرحية الآلام.. دعني .. أعيد فارس أحلامي الذي رسمته.. أحلام طفلة.. وبراءة في أيام الطفولة.. ارحل.. لأستذكر نكهة الابتسامة.. ومعنى الأمل.. اخرج مني.. أنت لست إلا حلم يقظة جميل.. خلقته عندما ودعت براءتي ودخلت إلى عالم الدوار والألم.. إلى عصر النساء الجميلات.. وزمن الرجال الحائرين.. وأتوسل إليك.. أن تخرج مني وتدعني بسلام..!!