نص الكآبة

ما الذي يتبقى إذن.. والهواء الملوث يلتف حولك. يعمد طلقته فيك حتى مداها يحاصر أجنحة العين، يقاتل أشرعة القلب منتصرا كعادته. ما الذي يتبقى إذن لك الآن أن تجمع الخطوات وتسلم خاصرة الروح للصمت أو للرحيل إلى كل ما لا تريد لك أن تحصي العثرات وأن تحمل العمر عبئا على راحتيك وأن تختار هل تخلع الروح وتلغي الذاكرة أو تعود إلى لحظة سوف تحمل عنك قليلا ولو زفرة عابرة هل تراوح في ما تراه من الحقيقة وترتقي في المتاهة أم تتفيأ هذا الهواء وتندس بين أنفاسه الفاترة. ما الذي يتبقى.. النهايات يرتبك الخطو في كل أولها والرؤى والقصائد لا ترتقي سلم الروح ثانية رحل الأصدقاء وريحهم اندثرت والنهار الذي كنت تحلم أن تكون أجمل ما فيه يا صاحبي يتداعى وتنتصب الموجة الكاسرة أين تمضي بك الخطوات والمسارات مكسورة كلها. والطريق يغور بعينيك حتى نهايات الضجيج والرماد يلف يديك ويستل في عثرة جمرة القلب والأفق مرتسم كالسؤال تؤرجحه الريح في خيمة الليل والليل يا صديقي امرأة هل نلوذ بزاوية في مساء قصي لكي تنتظر وحدك ما يحمل الغيم أو تقرأ في دفتر الأفق بعض ملامحه. ربما غير الذي قد تراه قد لا تراه على شرفة الهدب يا صاحبي موحش. فتؤوب إلى عتمة الجرح منكفئا ما الذي يتبقى إذن يا صاحبي لنعش قليلا معا ثم نأخذ زاوية في المتاهة نشرب كأسا من الليل أو نترجع عمرين من حلكة فاجرة وحدنا نمضغ كسرة هذا الفتات من الحلم ولا وردة نسند القلب في ظلها ولا نهار نلوذ بأشيائه ولا نساء يحملن عنا هذا الغبار وحشرجة الروح حين تغادرنا اللحظة الغادرة ووحدنا ثم هذا الفتات ولا شيء. كم هو متسع فراغنا كم هو ضيق حلمنا والآن يا صاحبي نترك أشياءنا محض مشنقة شاغرة هل نضحك قليلا لنكون معا؟