أجراس

أجراس الخطر تدق.. والأبواب موصدة.. مفتاح النعش بكفي جلادي.. هل أطلب من عينيه الغائبتين.. رؤياه للحظة.. فعروس الأحلام لقلبه. اليوم تزف لعرش الحب.. سليلة عائلة مرموقة.. الذهب يزين كل الأرداف.. الخصر .. لا تعرفه .. من كثرة الجواهر.. وأنا .. قد كنت سلسلة عرق محبة.. الباب تصدأ.. عبر سنين القحط.. بكاء.. يا من رحل إلي.. وفي يومي هذا.. رحل عني منذ متى قررت فراقي؟! وهل ستكون حبيبة قلبك بعدي.. تلك الحسناء؟ أحسناء هي؟ لا أعرف .. أجب.. أسمع صوتك.. قل لي.. حسناؤك؟؟ ما كنت الحسناء لكل الحسناوات؟ ما كانت حسناء قبلي.. أو بعدي .. هذا ليس كلامك أنت؟! جورية تقتحم زهور القلب أنا.. قد كنت حورية أحلامك.. زهرة عمر لا تحتاج إلى ندى.. شراعا للأصداف يغني.. كنت.. لا تتقهقه.. من كلماتي.. تلك الكلمات معاجمها أنت.. حقا.. هذا شيء مضحك. الزمن يتغير تصويت المندوبين.. قد رشحت وجهي لبرلمانات أيامك يوما.. وبكل الأصوات فزت.. كل الأصوات.. إلا صوتك.. أغريب هذا التصوير لشهادة ميلاد الموت لحبك.. في آخر يوم ترحل فيه .. تذهب عن قلبي.. عن سفن كان مرفأها كل الشطآن.. لم ترس إلا بين أعشاب قلبك.. يوما كنت سخيا .. كنت شقيا.. واليوم .. يا لبراءة وجهك هذا الباكي حزنا من شوقي.. حزني من أنوار المشعل خلف عروسك.. الضحكة ترسمها شفتاك الباكيتان.. كم بكيت.. وهي تودع آلامي .. ما عدت أصدق أنك كنت حبيبي .. لا ما كنت.. أرحل.. أمضي.. خلف صهيل المدعوين.. والأبواق تغني.. زفة عرسك هل تنتظر هلهلتي لفراقك؟! ارحل واسمع صوت هلاهل دمعي.. لا من أجلك لا من أجل سفوح القلب .. لا .. والله.. لن أبكيك أنا.. بل أبكي قصتك الوهمية.. في وهم أنت.. ستفيق عليه بعد ذهاب المدعوين.. وتلالؤ عينيها الفارغتين .. وتراكم أذيال الذهب المتهدل.. فوق الأرض.. لكن.. لا ترجع.. هذي كلماتي.. أقطفها من أكوام الزهر يلاقي كتفيك.. أهديك اللهفة والشفقة والأشواق.. والحب .. وقلبي الراحل دون إياب لكني. أذكر صوتك.. أذنك.. قلبك.. دمعك.. أوراقك.. أن لا تراجع يوما .. قد ولى زمن الضعف بقلبي.. مذ رحلت عنه إلى أرض جدباء..