همسات الليل

سكون اللحظات .. أتعبني.. أضعفني.. وسواد الصباحات الراقدة بين أشلاء نفسي السابحة في بحر الذكريات.. أيقظا في الشوق للرؤية والتعبير والتحدي.. وحين اشتاق للرؤية فليس من رؤية أحلى من رؤياك أيتها المسافرة إلى آلام الأموات.. أيتها التائقة إلى همسات الورود الجورية.. وعندما أتفقد مملكتي واجلس على كرسي النسيان أراك تتربعين على عرش ذاكرتي بكل ثقة.. فمن أنت لتهاجميني بصمت.. ولتحطمي لي كل أجنحتي وكل قصوري وكل أقلامي وتصحين ما بين السطور .. من أنت لتطارديني في نظراتي في كلماتي في ساحاتي وحتى في أحلامي .. لم العنف يا سيدتي؟ .. لم الهمجية التي أترعت قلبك بكل هذا الحقد مني ومن حياتي. بم.. أخطأت؟ وماذا قلت؟ لأصبح منفيا منسيا من خرائط الورد والياسمين والزنبق والبيلسان. أشتاق للكلمات .. أشتاق للحروف ومثلما اشتاق لحنانك أشتاق للتعبير.. فتدوري الدنيا .. في دروب فوق رذاذ المطر.. إلى هجرة دونما سفر.. لأقول الوداع المتشح سوادا.. وتنهض السيول في نفس مسجونة.. سامحيني يا من تصرخين وتئنين في ضباب العمر الغامض. فلقد كتب علي أن اجتاح بحور الدمع ومعارك الرياح العاتية لأصرخ في وجهك تحت أشجار الزمن المدفون في مقابر الأفكار.. أتحداك.. أيتها الطفلة الحالمة.. بالطباشير تحت أرصفة النوافذ أتحداك.. أيتها العزلة القاسية التي ترتطم سفنها بجدران القلوب.. وتحلم بالخروج إلى الماضي المنسوج بعبق الوحدة.. سكون اللحظات أتعبني.. أضعفني.. وسواد الصباحات الراقدة بين أشلاء نفسي السابحة في بحر الذكريات أيقظ في الشوق إلى الرؤية والتعبير والتحدي