ومضات

في ذكرى الحنين أسافر مع نبضات قلبي إلى حيث تكمن الموسيقا الخالدة في أعماق النفوس الحائرة، يتراكم السواد حولي فأستل قيثارتي العتيقة وأغمض عيني ثم أبدأ العزف.. تتناثر الألحان، تتراقص الأفكار حولي رقصات الشموع المختصرة.. وتتسارع الدموع على وجنتين لم يكتب لهما السفر إلا إلى عالم الأحزان. أرفع عيني السماء فألمح .. ذلك الطيف الملائكي.. ذاك الخيال الضائع في سواد الصمت فأصرخ في ألم.. لا أستحق أن تأتي إلي .. فلم أنت هنا؟ أنا التي لفظتها الأيام والليالي.. فما تريد مني .. لا ترجو شيئا فليس لدي سوى بعض النجوم وتلك القيثارة العتيقة وأحزاني والكثير .. الكثير من الهموم.. فارحل.. ارحل إلى اللاعودة واتركني وحيدة مع دموعي والصمت.. دعني .. أعزف ألحان نهايتي وأكتب بنظراتي الحائرة تاريخ البشرية الأسود.. حائرة.. تائهة.. منكسرة.. محطمة.. تلك النفس التي تسكنني تنتظر أول خيوط النور المهاجر إلى دنيا الأموات الحية.. لقد فارقتني السعادة منذ عصور طويلة.. منذ عهود طويلة.. منذ أن خرج البشري الأول من الجنة.. منذ أن قتل الأخ أخاه.. منذ أن سقطت بين تلك الجدران الحقيرة التي تسخر مني كل دقيقة.. التي تبتسم مبتهجة.. حين يزورني الحزن كل ليلة ويبيت عندي أياما وشهورا وسنين.. ثم ماذا بعد..؟ لا ادري.. أتساءل دونما جواب.. هل أنا طيف يهاجر بين القلوب يتلمس نبضا لا ينضب. أم أنني حيوان ناطق أعيش في دنياي الزائلة وأخطو كل عام خطوة أقرب إلى القبر لذا تراني دائما أكتب في أول صفحات دفاتري. كلمات بلا حروف.. وحروف بلا نقاط