مسرح الطفل: خصائصه النفسية والتربوية!

القصة والمسرح في أدب الطفل كانت إحدى فعاليات الندوة الثقافية المتخصصة ( الموروث الشعبي وعلاقته بالإبداع الفني والفكري في العالم العربي أدب الطفل). والتي أقيمت على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثامن عام 1413هـ - 1993م. وشارك في هذه الفعالية كل من: أحمد عبد السلام البقالي، علوي الصافي،أحمد محمود نجيب، د.عبد المحسن القحطاني، محمد حسن بريغش، ومن تلك الندوة استقينا الموضوع التالي: يعتبر المسرح أداة تربوية ممتازة بالنسبة للطفل، وهو عملية تثقيفية وتعليمية وتهذيبية متكاملة البنيان، متعددة الأبعاد. وغير خاف ما تعطيه الدول المتقدمة للمسرح المدرسي من أهمية كبيرة، فلا يمكن أن يمر طفل في مؤسسة تعليمية دون أن يشارك في عملية مسرحية كل سنة من سنوات دراسته. ولمسرح الطفل خصوصيات وفوائد وانعكاسات تربوية ونفسية لا يوفرها له التلفاز ولا السينما? وأهمها: أولا- العمل الجماعي: فالعملية المسرحية لاتتم إلا بتضافر جهود عدد من المواهب الفردية في عمل جماعي، بحيث لا يستغني الفرد عن الجماعة ولا الجماعة عن الفرد، وتقوم العملية الجماعية على عدة ركائز أهمها كاتب النص ومخرجه وممثلوه وصانعو ملابس ديكوراته وضابطو الصوت والإنارة إلى غير ذلك. يقابل هذا من الجانب الآخر الجمهور المتلقي، وهو عامل أساسي وحاسم في العملية المسرحية. ثانيا- المشاركة: غالبا ما تصمم مسرحية الطفل بطريقة تمكن أكبر عدد من أطفال قسم أو مدرسة ما من المشاركة في العملية. ومن شأن هذا أن يشعر الطفل بأهميته وانتمائه إلى جماعة فاعلة، وبإسهامه في إنجاح العملية بنصيبه مهما كان صغيرا. ثالثا- التعاون: ومن نتائج المشاركة تلقين الطفل أول درس عملي في جدوى التعاون مع الآخرين في إنتاج شيء جميل ومعقد لا يستطيع هو? ولا أحد غيره القيام به وحده. رابعا-الاحتكاك اليومي بالآخرين: ومن شأن هذا إخراج الطفل من عزلته وفرديته وانطوائه، وتدريبه على التعامل مع الآخرين ، وإدراك حدوده ومكانته الحقيقية بينهم، واحتمال تجاوزاتهم و أخطائهم إلى غير ذلك مما يؤدي إليه الاحتكاك اليومي من نضج مبكر لا توفره الحياة العائلية، وخصوصا بالنسبة للأسرة العصرية القليلة العدد. خامسا: التضحية يتعلم الطفل التضحية بوقت فراغه وراحته من أجل المشاركة في عمل يحبه ويلتزم به. سادسا- روح المسؤولية: يدرك الطفل أن مساهمته ضرورية للوصول بالعمل إلى هدفه المنشود من طرف الجماعة، ويحس بثقل المسؤولية على عاتقه، وبضرورة تحمل هذه المسؤولية عن طواعية وطيب خاطر. الجانب التعليمي: ماذكر سابقا كان يتعلق بالجانب النفساني للعملية المسرحية، وهناك الجانب التعليمي الذي يتمثل في: 1-تلقين الطفل مبادئ المسرح، وذلك عن طريق المشاركة فيه. 2- حفظ النص المسرحي سواء بالنسبة لدوره أو أدوار الآخرين لكثرة سماعه. 3-الاستفادة من هدف النص سواء كان اجتماعيا أو دينيا أو تاريخيا وتعميق فهم الطفل له خصوصا إذا تعلق بمادة يدرسها. 4-تعلم الإلقاء الصحيح وإخراج الحروف من مخارجها للوصول إلى الجمهور، وتشمل فائدة الإلقاء الصحيح الجمهور الحاضر كذلك. 5-الاقتناع بأن الفصحى لغة حية يمكن استعمالها في أغراض الحياة اليومية العادية، والارتفاع بها عن اللهجات المحلية في انتظار أن تكون لغة جميع الأعمال المسرحية المدرسية. الشيء المؤكد هو أن الطفل يخرج من تجربته المسرحية أفضل كثيرا مما دخلها، وإلى جانب المكاسب التربوية والمعرفية، يرتبط الطفل بأواصر صداقة حميمة وزمالة قوية مع أفراد الفرقة وهي علاقات تبقى.