ماالعمل؟.. في بيتنا خادمة!!

?? اسم الكتاب : حكايتي مع شغالتي ?? اسم المؤلف: بثينة السيد العراقي الناشر: دار طويق الرياض ( طبعة 2001م ) ?? كتاب بلغ شهرة واسعة، واستقبل استقبالا كبيرا، وأعيدت طباعته للمرة الرابعة لأنه يطرح موضوعا اجتماعيا شائكا ومعقدا، ويقدم رؤية دينية وأخلاقية، لمشكلة الخادمات والتعامل معهن، بما يتفق مع التعاليم الدينية والمعايير الأخلاقية والإنسانية والاقتصادية. الخادمة ضرورية! إن وجود أياد مساعدة وعاملة في بيت الأسرة هو أمر محبب لكل سيدة ترعي أبناءها، لذا فإن وجود عاملة وشغالة تساعد ربة البيت من المفروض أن يكون في هذا نفع للأسرة، لتتفرغ الأم لتربية الأبناء والاهتمام بالزوج، وقد تكون الخادمة ذات فائدة إضافية كأن تقوم بعمليات التمريض، أو ان تقوم بالأعمال المكروهة وغير المحببة إلى النفس. إضافة إلى أن البعض من أصحاب الديانات الأخرى يرى في الإسلام ما يقربه إليه. المشكلة وأبعادها ولكن الواقع يقول غير ذلك، فوجود هذا الدخيل المقيم في الدار له أضراره العديدة، والتي تذكر الكاتبة ثمانية أضرار منها: 1-خطورة وجود خادم مقيم على الزوجة والبنات وخطورة وجود الخادمة على الزوج والأبناء، وخطورة الاختلاط غير المحدود. 2-خطورة تولي الخادمة تربية الأبناء تربية مختلفة اجتماعيا وثقافيا ودينيا. 3-الخطورات الأخلاقية مثل السرقة، ومعرفة أسرار البيوت الخاصة، والابتزاز. كما أن المتاجرة باستقدام العاملات الفقيرات هو نوع من أنواع الرق الذي تحرمه الشرائع والقوانين، إضافة إلى الهدر الاقتصادي للموارد المالية للدولة في إنفاقها وتحويلها إلى البلدان الأخرى. 4- الأخطار الأمنية على البلد من حيث انتشار المخدرات والمتاجرة بها، والدعارة السرية، ونقل الأمراض المعدية. أضرار خفية! الأضرار كما تذكرها الكاتبة عديدة، ولا تنحصر بما سبق، فهناك ضرر تربوي كبير فالخادمة في البيت تؤدي إلى الاعتماد عليها في كل شيء، مما يحرم البنات من التعلم فن ترتيب البيت والطبخ، ويعلم الأولاد الكسل وعدم الاهتمام بغرفهم أو حاجياتهم. فينشأ جيل يعتمد كلية على الغير في أكله وتنظيم أموره، حتى في حل بعض الواجبات المدرسية. وتحدثنا الكاتبة عن ضرر هذا الاعتماد، عند غياب الخادمة لسفرها أو لمرضها أن يتعرض البيت للشلل، ونجد الاستعانة بالأكل من المطاعم أو بالبحث عن خادمة مساعدة، لتفشي الاعتماد على الخادمات. دراسات عديدة: لم تعتمد المؤلفة في أفكارها على ما يدور من نقاشات وحديث المجالس عن الخادمات، والعنصر الغريب في داخل البيت، بل تقدم أطروحات الكتاب ومناقشاته من خلال البحوث الميدانية، والدراسات الموثقة عن ظاهرة انتشار الخادمات، ونتائج هذا الانتشار. والدراسة تركز كثيرا على سكان منطقة الخليج العربي، إلا أنه من المعروف أن وجود الخادم والخادمة في البيت هو أمر له تأثير سلبي على الناشئة، خاصة أن فئة الخادمات والسائقين عادة ما تكون من فئة ذوي التعليم المحدود، أو من ذوات التنشئة السيئة في البيئة المعدمة والمحتاجة، التي لا يمكن أن تكون إضافة موجبة إلى الأسرة، بل إنها إضافة سلبية، خاصة في حالة اختلاف الفكر والدين بين الطرفين . إحصائيات مخيفة! تمثل العمالة الآسيوية العنصر الكبير، والكثير منهم يشاركون الأسرة العربية في مسكنهم وحياتهم الأسرية في منطقة الخليج، فالإحصائيات تقول إن العمالة المنزلية من الدول العربية هي 3? أما 97? فهي عمالات غير عربية. في إحدى الدراسات الإحصائية تبين من العينة أن هناك 29? من الأسر السعودية لديها سائق خاص، وتقول الإحصائية أيضا إن 77? من الأسر لديها خادمة في البيت. وأما في قطر فإن 16? من سكان البلد هم من المستقدمين للخدمة في البيوت. بل إنهم يتكلمون لغتهم الأصلية بدلا من العربية، وهناك إحصائية تقول 78? من العينة أجابت بأنها تفهم كلام الخادمات بلغتهم الأصلية!! وفي الكويت هناك مائتا ألف خادم لمليونين من السكان. الخادمة مشكلة إضافية!! هذا الدخيل على حياة الأسرة هو مشكلة كبيرة، وليس بمقدور كل أسرة أن تهيئ له الجو الذي يمكن لها أن تستفيد منه، فهذا الغريب يتطلب حقوقا إنسانية وشرعية بأن يكون له مقر في البيت خاص به، وأن يعمل ساعات معينة، وأن يرتاح أحيانا، وأن يكون ذا مزاج متعكر أحيانا، وبعض الأسر لا ينظرون إلى الخادمات أو السائقين نظرة إنسانية، ويعتقدون أن أصحاب هذه المهن يقبل صاحبها بما يتيسر له من الطعام، حتى ولو كان قليلا أو فاسدا. فتأمين حياة كريمة للعاملات لا تتوفر لدى الكثير من الأسر، مما يجعل الحياة صعبة على الجميع، فالعامل أو الخادمة لا تشعر بالأمن أو الراحة في ظل ظروف قلقة أو مؤقتة، وتقارن حالها بغيرها، مما يزيد في المشاكل وعدم الثقة من كلا الطرفين. الحلول والعلاج! من النظر للمشاكل يمكن أن نجد الحلول، تقدم الكاتبة العديد من الحلول حسبما ظهر فى الدراسات العديدة، وبعض الحلول خارج المنزل، وهي مسئوليات تقع على المجتمع جميعه، وتنظيمات العمل فيه، كأن يؤمن دار حضانة في كل مكان تتواجد فيه المرأة العاملة، أو السماح للزوج بالخروج من العمل لإحضار أو توصيل زوجته للعمل. وهناك حلول داخل المنزل أهمها: تعاون أفراد الأسرة على خدمة أنفسهم قدر الإمكان بإعادة تنظيم البيت من الداخل وتوزيع المسؤوليات بين أفراد الأسرة. عدم تقليد الأغنياء والقادرين في استقدام العمالة، ويجب عدم استقدام الأيادي العاملة المنزلية إلا في حالة الضرورة القصوى فقط. وهناك اقتراح من دراسة تقدمت بها باحثة اجتماعية تقضي بأن تتم الموافقة على استقدام خادمة للمنزل من قبل لجنة اجتماعية تقرر مدى الحاجة إلى الاستقدام. كتاب يجب أن تقرأه كل أسرة لديها خادم أو خادمة، للاستفادة من المعلومات الغزيرة عن أحوال الإضافات البشرية الغريبة على المنزل والأسرة، أو اتقاء مشاكلهم أو الحذر والتنبيه إلى أمور تغيب عن الأسرة المشغولة عن المراقبة والملاحظة.