مياه العرب تكفي ربع الاحتياج فقط

??اسم الكتاب: الأمن المائي العربي الواقع والتحديات ??اسم المؤلف: د. منذر خدام الناشر: دراسات الوحدة العربية في بيروت لعام 2001م هذا الكتاب هو أحد الكتب التي تناقش موضوع المياه في العالم العربي، ويقدم لنا المؤلف دراسته الموثقة بالإحصائيات والبيانات الرسمية عن مصادر المياه واستهلاكها، ونصيب كل مواطن منها، وهذه الدراسة كغيرها من الدراسات السابقة حول المياه تؤكد ضرورة وجود استراتيجية طويلة الأمد لمعالجة شح المياه في المنطقة العربية. محور الكتاب: يركز المؤلف كثيرا على بلدان الشرق الأوسط التي تتوفر فيها مصادر مياه طبيعية، وهي بلاد الشام والعراق في قارة آسيا، ويتحدث بإسهاب عن مشكلة المياه في البلدان العربية في القارة الأفريقية، وتنال مصر والسودان اهتماما كبيرا من الكاتب. يقسم الكاتب اهتماماته بين قسمين: الأول هو الأمن المائي في وادي النيل، والقسم الثاني هو الأمن المائي في بلاد الشام والعراق. النيل العربي: تمثل مياه نهر النيل القسم الأول من هذا الكتاب، وهو يتحدث عن الماء وتوفره في مصر والسودان، وأهمية العلاقات بين دول حوض نهر النيل. ويذكر المؤلف أن سياسة مصر نحو نهر النيل سياسة واضحة، لأنه عصب الحياة في مصر، لذا فإنها لن تترد في الحصول على حقها كاملا من نهر النيل، سواء بالمفاوضات السياسية أو بالإكراه، لأن مصر هبة النيل، ولا يمكن أن تسمح السياسة المصرية بالتلاعب في حصتها في نهر النيل أو السماح بأي مشاريع تهدد أمنها المائي. المؤلف يؤكد أن مصر ليست على خلاف مع السودان في موضوع نهر النيل، بل إنهما يكملان بعضهما في الانتفاع به، فكلاهما يحتاج إلى نهر النيل لحياته، ولكن المشكلة هي من دول منابع النهر، حيث تدخل القوى المعادية للدول العربية للضغط على الدول العربية المعتمدة على نهر النيل، كما تسعى حاليا إسرائيل لوضع مخطط ومشاريع زراعية وسدود على منابع نهر النيل في الحبشة، بما قد يسبب قلقا أو خلافا بين هذه الدول الأفريقية. بلاد الشام والعراق: ويرى المؤلف أن بلاد الشام والعراق كانت مواردها الطبيعية تتوافق وتغطي احتياجاتها من المياه، ولكن الوضع تغير حاليا لأسباب عديدة: أزمة مستديمة: المياه في الوطن العربي هي هاجس قديم من زمن، فالغالبية منه مناطقه صحراوية وتعتمد على الأمطار، والأمطار ليست منتظمة في هذه الصحراء ففترات الجفاف وسنوات القحط تتغلب على سنوات الخصب، ولكن الأزمات كانت تمر بدون إحساس كبير بالمشكلة لقلة عدد السكان، ومحدودية وصغر المدن الآهلة بالسكان. وعلى مدى القرن الماضي تغير الوضع تماما، فكمية المياه قد لا تكون تغيرت، ولكن تضاعف عدد السكان في العالم العربي ستة أضعاف عما كان عليه في أول القرن، وزادت المساحات الزراعية بما يتواكب مع عدد السكان المتزايد لتلبية الحاجة من الغذاء. هذا الوضع غير معالم خريطة توزيع واحتياجات المياه تغييرا جذريا. أزمات سياسية: ولا تكفي الأزمة الطبيعية في قلة المياه، بل هناك أزمة سياسية، فالدول العربية المجاورة لتركيا وهي سوريا والعراق ،على خلافات دائمة معها حول تقسيم وتوزيع حصص المياه بين هذه الدول الثلاث، فتركيا تتحكم في منابع أنهار تجري في أراضي سوريا والعراق، وتعتمد هذه الدول العربية على 62? من احتياجها من المياه على مياه جارية ترد إليها من دول الجوار، وعلى الرغم من أن هناك اتفاقيات ومعاهدات، إلا أنها جميعها لم تكن تتم لصالح الدول العربية بل إن نصيبها من المياه يحدده كمية الفائض وكمية الأمطار الساقطة، أي أنها تحت رحمة الظروف الطبيعية والسياسية. إسرائيل تنهب المياه العربية! ووجود إسرائيل بقوتها وسلطتها السياسية، جعلت المياه أحد أسلحتها التي تحارب العرب بها بالاستحواذ عليها واستغلالها، ومن ثم جعلها سلاحا في يد إسرائيل تستطيع أن تجعله أداة ضغط كبيرة. وإسرائيل حاليا تحتاج إلى 3 مليارات متر مكعب من الماء لتغطي احتياج ستة ملايين إسرائيلي، وهي تحصل على نحو 65? من احتياجها من الماء من الأراضي المحتلة، أي أنها تشارك العرب في نصيبهم المحدود وتستحوذ على أكثر من نصفه. وهذا أدى إلى تراجع القطاع الزراعي في الضفة الغربية وقطاع غزة، على حساب رفاهية المواطن الإسرائيلي الذي يستهلك ستة أضعاف الماء الذي يستهلكه الفلسطيني. الحلول: ليس هناك من حل سحري كما يرى المؤلف، فعدد السكان في تزايد والحاجة إلى الماء تتزايد أيضا لتغطية الاحتياجات الزراعية لتأمين غذاء الأعداد الكبيرة من السكان، إضافة إلى أن المياه شحيحة في المنطقة عموما. لذا فإن جميع الحلول المطروحة ليست العلاج الحقيقي والدائم، بل إنها رافد من روافد تخفيف المشكلة، ويرى أن من الواجب ووضع إستراتيجية تقوم على تنمية الموارد المائية بالتوسع في بناء السدود، وعلى معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي. ويرى الكاتب أيضا ضرورة التوسع في تحلية مياه البحر، وهو يرى أنها رافد هام وكبير، ويطلب مزيدا من الأبحاث العلمية، فإن العلم قد يكون المنقذ الحقيقي لازمة المياه في العالم العربي. ويمكن بالبحوث والتجارب العلمية، استغلال الطاقة الشمسية المتوفرة في البلدان العربية لتزويد المنطقة باحتياجاتها من المياه من مياه البحار المتوفرة. والشق الثاني من الحلول، هو في تدريب الإنسان العربي وتوعيته، على توفير المياه وترشيد الصرف منها. وتنشيط الأبحاث الخاصة بالتحلية وتنقية المياه أو استزراع النباتات في المياه المالحة. ???