الإسلام يحرم الإرهاب والغرب يتهم المسلمين!!

?? اسم الكتاب: الإرهاب الفهم المفروض للإرهاب المرفوض ??اسم المؤلف: العميد الدكتور على بن فايز الجحني الناشر: أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية مركز الدراسات والبحوث 2001م ?? الإرهاب أصبح موضوع الساعة، وقد يكون موضوع القرن بأجمعه، انتظارا لنتائج ما يحدث من نتائج للجهود التي تعمل حاليا للخلاص من هذه الظاهرة، فقد تؤدي المحاولة للخلاص منه إلى مزيد من الإرهاب، وقد تطول فترة العلاج. وأيا ما كان فإن الإرهاب أصبح الموضوع الأول، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا. كتاب العميد د. علي بن ناصر الجحني والصادر حديثا بعنوان (الإرهاب الفهم المفروض للإرهاب المرفوض) وهو كتاب كما يدل عنوانه عليه عن الإرهاب، ويقدم لنا المؤلف دراسة وافية وموسعة جدا عن هذا الموضوع. تعريفات منوعة! يبدأ المؤلف أولا بتعريف الإرهاب، ولكنه يعترف مبكرا بأن هذه الكلمة ليس لها تعريف صحيح ومتفق عليه من جميع الأفراد أو الجماعات أو الأمم، وما يفهمه شخص عن الإرهاب قد لا يفهمه آخر، بل إن الإرهاب عند البعض هو أعمال بطولية، ولا يراها إرهابا إلا من وقع عليه الإرهاب. بل هناك تناقض واسع في فهم الإرهاب من الناحية السياسية. الإرهاب بالفرنسي! فالإرهاب في الفكر الفرنسي هو كل عمل مستهجن يتم ارتكابه على إقليم دولة أخرى بواسطة أجنبي ضد شخص لا يحمل نفس جنسية الفاعل، بهدف ممارسة الضغط في نزاع لا يعد ذا طبيعة داخلية. أي ان الجنسية والمكان يقرران ما إذا كان الفعل إرهابا أم لا؟ الإرهاب في الفكر الأمريكي! في الفكر الأمريكي، يتغير المفهوم، ليكون شاملا للمكان والأشخاص والموضوع فالإرهاب هو كل ما من شأنه أن يتسبب على وجه غير مشروع في قتل شخص أو إحداث ضرر بدني فادح به أو خطفه، أو محاولة ارتكاب هذا الفعل أو الاشتراك في ارتكاب أو محاولة ارتكاب مثل هذه الجرائم. تعريف الإرهاب بالعربي؛ يورد المؤلف تعريف الإرهاب كما تقول به الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة عن مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب، وذلك في عام 1998م، إذ يقول التعريف عن الإرهاب إنه كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف الى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو أمنهم للخطر. مواضيع الكتاب يقدم المؤلف كتابه على ستة فصول: الفصل الأول : ماهية الإرهاب؛ ويتحدث عن الإرهاب وتعريفه وصفاته والأسباب الدافعة إلى الإرهاب، ومن هم الأكثر تأثرا وضررا بحوادث الإرهاب التى حدثت سابقا. الفصل الثاني: أمن الدولة العصرية ومهدداتها؛ حيث يتكلم المؤلف عن مفهوم الأمن في الإسلام وخصائصه، وتعريفات السياسة الشرعية، ومفهوم الدولة ونشأتها. الفصل الثالث: الإرهاب والجريمة السياسية؛ فيعرف الجريمة السياسية في القوانين الوضعية ويقارن بينها وبين الجريمة السياسية في الإسلام. ويتحدث عن السلوك السياسي الإجرامي. الفصل الرابع: موقف الإسلام من الإرهاب؛ وفي هذا الفصل يقدم المؤلف تعريف الجريمة من نظرة شرعية، كما يقدم أراء العلماء المسلمين في الإرهاب من مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي. الفصل الخامس: الجهود العربية لمكافحة الإرهاب، يخصصه المؤلف عن الجهود العربية الجماعية في مكافحة الإرهاب ومحاربته. الفصل السادس: الأعلام الأمني والإرهاب: وهي محاولة الاستفادة من الإعلام القوي في مقاومة الإرهاب، وتعريفه وفضحه. الإسلام والإرهاب: يتوسع المؤلف في الفصل الرابع، عن رأي الإسلام وتشريعاته فيما يخص الإرهاب، ويرفق صورا من قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، والتي تعرضت كدولة لعدة مرات لأعمال إرهابية مفزعة. ومن الملاحظ أن الفكر الغربي بإعلامه القوي، يوجه التهمة في تشجيع الإرهاب إلى الإسلام أو إلى العرب المسلمين، وكأن الإسلام هو المشجع على الإرهاب، ولكن الوقائع والحقائق ومبادئ الدين الإسلامي تناقض ذلك وبشدة، لذلك لا نجد أحدا من علماء المسلمين الكبار يؤيد ما يفعله الإرهابيون، بل إن العلماء المسلمين جميعهم يرفضون الإرهاب الذي يروع الآمنين، ويقتل الأبرياء، ويرون فيه سلوكا إجراميا يحرمه الإسلام ويعاقب عليه. مفهوم خاطئ؛ ويقول المؤلف: إن كثيرا من الدراسات قد ارتكبت أخطاء فادحة عندما اتهمت الإسلام بالعنف والإرهاب، وغير ذلك من المغالطات والمفاهيم التي شوهت حق الأمة الإسلامية في الجهاد وإخافة عدوها، واستعادة أراضيها المغتصبة، ومن هنا فالفرق واضح بين النضال المشروع القائم على إعداد القوة بالقدر الذي يكف أعداء العرب والمسلمين عن الإقدام على انتهاك أمنهم أو اغتصاب أراضيهم، وبين الإرهاب المرفوض القائم على قتل الأبرياء والاعتداء عليهم، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وموارد الدولة تخريبا وإفسادا . أي ان هناك خلطا بين أمرين، أمر مشروع للمسلمين ولغيرهم، بل إن جميع الأمم تقوم به وتزاوله وهو حق الدفاع عن أراضيها ومواطنيها، وإذا كان هناك اعتداء على الأرض فإن الشرع والطبيعة والقانون الإنساني والقوانين الوضعية، لا تجرم من يسعى للحصول على حقه باستخدام القوة إذا كان حقه أخذ منه غصبا أو قهرا، بل إن القوانين السماوية والوضعية تطلب مساعدة أمثال هؤلاء المظلومين والمقهورين. بيان من العلماء بالبراءة من الإرهاب: ويقدم المؤلف قرار هيئة كبار العلماء في الإرهاب والتخريب وحرق المنشآت والفساد في الأرض والذي نشر في عام 3061996م: بعد مقدمة عن رأي الشرع في التفجيرات (التي حدثت في الخبر) يرى أن هذا التفجير عمل إجرامي محرم شرعا بإجماع المسلمين. ويواصل البيان شجبه الشديد لهذه الأعمال ويقول: ثانيا إن المجلس(مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية) إذ يبين تحريم هذا العمل الإجرامي في الشرع المطهر، فإنه يعلن للعالم الإسلامي أن الإسلام بريء من هذا العمل، وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، بريء منه، وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف وعقيدة ضالة. فهو يحمل إثمه وجرمه فلا يحتسب عمله على الإسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام المعتصمين بالكتاب والسنة المتمسكين بحبل الله المتين، وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة، ولهذا جاءت النصوص الشرعية قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله..). نبوءة تتحقق: تم تأليف هذا الكتاب قبل أحداث التفجيرات في مدينة نيويورك وواشنطن في شهر سبتمبر 20001م، ولكن المؤلف يذكر عن أحد الكتاب الغربيين أنه يقول إن هذا القرن سوف يشهد تعاونا جديا بين الحكومات من أجل تبادل المعلومات ومطاردة المشتبه بهم وحرمانهم من حق الإقامة خارج أوطانهم والتشدد في منحهم حق اللجوء السياسي، وفرض مزيد من القيود على حرية السفر والانتقال والحصول على الأسلحة والأدوات والمواد التي يمكن أن تستخدم في العمليات الإرهابية. ويبدو أنها نبوءة ستتحقق. كتاب قيم عن موضوع القرن، يمنح القارئ أفقا واسعا عن موضوع الإرهاب، ويقدم له رؤية عن أسباب تواجد الإرهاب أو توسعه، وكيف يمكن للعالم الخلاص من هذا الشر أو الحد منه انتشاره. ???