جادك الغيث

جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس لم يكن وصلك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلس في ليال كتمت سر الهوى بالدجى لولا شموس الغرر مال نجم الكأس فيها وهوى مستقيم السير سعد الأثر وطر ما فيه من عيب سوى أنه مر كلمح البصر حين لذ الأنس شيئا أو كما هجم الصبح هجوم الحرس غارت الشهب بنا أو ربما أثرت فينا عيون النرجس يا أهيل الحي من وادي الغضا وبقلبي مسكن أنتم به ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا لا أبالي شرقه من غربه فأعيدوا عهد أنس قد مضى تعتقوا عبدكم من كربه واتقوا الله وأحيوا مغرما يتلاشى نفسا في نفس حبس القلب عليكم كرما أفترضون عفاء الحبس؟ وبقلبي منكم مقترب بأحاديث المنى وهو بعيد قمر أطلع منه المغرب شقوة المغرى به وهو سعيد قد تساوى محسن أو مذنب في هواه بين وعد ووعيد ساحر المقلة معسول اللمى جال في النفس مجال النفس سدد السهم فأصمى إذ رمى بفؤادي نبلة المتفرس إن يكن جار وخاب الأمل ففؤاد الصب بالشوق يذوب فهو للنفس حبيب أول ليس في الحب لمحبوب ذنوب أمره معتمل ممتثل في ضلوع قد براها وقلوب حكم اللحظ بها فاحتكما لم يراقب في ضعاف الأنفس ما لقلبي كلما هبت صبا عادة عيد من الشوق جديد جلب الهم له والوصبا فهو للأشجان في جهد جهيد كان في اللوح له مكتتبا قوله: إن عذابي لشديد لاعج في أضلعي قد أضرما فهي نار في هشيم اليبس لم يدع في مهجتي إلا الدما كبقاء الصبح بعد الغلس