الشرطي

وقف الشرطي يتابع حركة السير في الطريق، ينظر إلى السماء، فإذا بسحابة كبيرة قد حجبت الشمس، ينظر إلى الأرض فإذا بالحجارة تملأ المكان..يتذكر أيام النضال، عندما كان هو وصديقه يقذفون قوات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، ولحين أجبرت هذه الحجارة العدو على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقامة الحكم الذاتي، يلمح الشرطي صديقه يقذف دورية إسرائيلية بالحجارة، أخذ الهواء يعصف به..! ماذا يفعل..؟؟ أيقبض عليه ويضعه في السجن أو يتركه..، وقبل أن يحسم أمره، سقط صديقه غارقا في دمائه. ثارت مشاعر الشرطي، وتداخلت عدة صور أمام عينيه.. أمه وهي تحتضنه عندما كان صغيرا، وتحكي له كيف أكل الثور الأسود. عندما كان يلعب هو وصديقه، وهم يقذفون معا الحجارة على قوات الاحتلال. استل الشرطي سلاحه وصوبه تجاه الدورية الإسرائيلية.. وعندما أفرغ سلاحه أمسك بحجر تلو الآخر يقذفه عليهم... والسحابة التي كانت تحجب الشمس بدأت تبتعد، والشمس أخذت تشرق من جديد.. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي )عدد(11)بتاريخ(1417هـ)