ذكرى الصحراء

زرت الصيف الماضي قرية صحراوية تسمى مرزك، وعادوتني فيها ذكريات الطفولة، وأحلام قريتي الصغيرة القابعة بين الكثبان فكتبت هذه القصيدة أعبر فيها عن شعوري وأزمة الكتابة في أيامنا وجمال الصحراء. محاصرا كنت يا شعري ومستلبا وهاجسا طالما غنى وما اغتربا تجوب أرضك بحثا عنك هل وطن إلا وقفت به تستلهم الأدبا؟ وكيف تستنزل الإلهام في زمن لا أصل للشعر، لا تاريخ، لا نسبا! لم يبق مني ومن شعري سوى قلم ينأى، قصاصات حبر مزقت إربا شرارة الحرف من صوتي قد انطفأت ومن خيالي ولي الشعر أو نضبا لو كان لي في زمان الجدب مكتسب لاخترت لي الشعر تاريخا ومكتسبا إني التي جئت من شنقيط أحمل في لحافي النخل والصحراء والعربا يا مرزكا بلد النخل الأصيل ويا مهدا تلاقت به أسبابنا حقبا يا معبرا ظل للغادين منتجعا وموطنا آلف الأهلين والغربا منك استقيت حروفي بعد أن نضبت وبعد ما الشكل منها غام واضطربا عرفت فيك رمالي، ذوب أزمنتي محار شطي وطعم البسر قد عذبا عرفت أحلامي الحيرى مجنحة ومنبعا من دم الصحراء ما نضبا ضوع البخور مع الأسحار مغتسلا بنسمة الفجر،قرص الشمس ملتهبا يا مرزكا بلد النخل الأصيل ويا مهدا تلاقت به أسبابنا حقبا إني وصلت هن رغم الذي افتعلوا فلا أبالي أضاق الكون أم رحبا أنت امتدادي ونبض من صميم دمي، شعري الذي ضاع مني هاهنا كتبا! تحدثي لبني الصحراء عن قدري وكيف أرجعت لي الشعر الذي هربا نشر في مجلة (الأدب الإسلامي )عدد(7)بتاريخ(1416هـ)