الجبان

ما زال تحت ركام اللغو منطرحا عبدا لـ(ما انفك) أو عبدا لـ (ما برحا) ما زال مضطجعا، ما زال متكئا ما زال مغتبقا، ما زال مصطبحا ما زال يزدرد التاريخ في حلم نشوان، يمضغ فيه الزبد والبلحا ما زال، لا الروح في أضلاعه عصفت ولا حصان العلا في صدره جمحا ولا رؤى المدن الحمراء طافحة في مقلتيه، وبطن الأرض قد طفحا ولا الحناجر بعد الفجر لاهثة بين الرقاب، ولا بقر البطون ضحى لا شيء يحفزه، ميت وإن رعشت أوصاله، لو رأى هرا لما نبحا تخيفه الريح إن مرت به عرضا والليل، والبلبل الصداح إن صدحا والبرق إن لاح والأمطار إن هطلت والشمس إن أشرقت والعطر إن نفحا والهمس، واللمس، والشريان إن عبرت فيه الدماء، وظل الفكر إن سنحا حتى الزمان إذا غاصت أنامله في شعر صدغيه صك الوجه أو ضبحا منزوعة نزعة الأحياء من دمه عاف الطموح وجافى كل من طمحا نشر في مجلة (الأدب الإسلامي )عدد(6)بتاريخ(1415هـ)