لبيك اللهم لبيك

المنظر: حول البيت العتيق وقد أوشك أن يتم بناؤه. إبراهيم وإسماعيل في ذلك مجتهدين؟. إبراهيم: ما بالك صامتا اليوم يا إسماعيل..؟ إسماعيل: إن أردد في سري ما سمعته منك: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم إبراهيم: قد سمع الله لنا يا بني هو السميع المجيب، ولكن هلم نتحدث.. أو قد مللت حديثي يا إسماعيل..؟ إسماعيل: معاذ الله يا أبي، ولكنا قد أوشكنا أن نفرغ من عملنا هذا، فلو صبرنا قليلا عن الحديث حتى لا يشغلنا عن إتمامه اليوم. إبراهيم: بل الحديث أعون على احتمال الجهد دون أن نشعر بالجهد. أو لا تعرف المثل الذي يقال في ذلك..؟ إسماعيل: بلى يا أبت.. يقولون هنا: احملني وأحملك..!! إبراهيم: قول بديع في معنى المثل الذي نقوله بالشام بيد أن هذا أخف وأروع. إسماعيل: لو وددت يا أبي لو أحسن لغتك كما تحسنها أنت فينطلق بها لساني كما ينطلق بلغة أحمائي هؤلاء. إبراهيم: بل يا ليتني أحسن لغتكم هذه فأكلمك بها، فهي أشرف وأكرم. إسماعيل: أشرف وأكرم؟ كيف؟ إبراهيم: بهذه اللغة يا إسماعيل سينزل الله ذلك الكتاب الكريم على الرسول العظيم من ذريتك فتكون لسان المهتدين في مشارق الأرض ومغاربها إلى يوم القيامة. إسماعيل: فرحا إذن فلو أقمت عندنا يا أبي فتتعلمها. إبراهيم: وإنى لي ذلك يا بني؟ لقد أمرت بأن تكون هذه هجرة لله، فلو أقمت معك ما كانت كذلك.. ويحك يا إسماعيل لو كان ذلك لي لقد كانت هاجر أمك أحرى منك بأن أقيم معها.. تخالط صوته رقة وألا أدعها تموت هنا وحدها دون أن تراني. إسماعيل: لله أنت يا أبي لشد ما أطعت ربك وصبرت.. إبراهيم: يتجلد ما أنا إلا عبد الله يا إسماعيل أؤمر فأطيع.. إن الله قد اختارك أنت أبا لتلك الأمة العظيمة ولم يخترني.. إسماعيل: لكنك أبي فأنت إذن أبوها. إبراهيم: صدقت ولكن الله قد شاء أن يجعلني أبا الملة كلها، ملة التوحيد والإسلام مهما تختلف أنسابها وألوانها وديارها ولم يجعلني أبا لأمة دون أمة. إسماعيل: بخ بخ لك يا خليل الرحمن!! تقبل امرأة إسماعيل إبراهيم : مرحبا مرحبا بزوج البعل الكريم وأم الشعب العظيم. هي: الفضل فضلك يا عماه: أنا هي العتبة وأنت الذي بتثبيتها أوصيت.. إبراهيم: بل الفضل فضلك يا بنتاه.. إذ وجدتك شكورا صبورا فكنت جديرة أن تلدي ذلك الشعب... إسماعيل: كأنه لا يريد أن تشغلهما امرأته عن عملهما هل من حاجة أقضيها لك؟ هي: لا حاجة إلا إن إخوتي وأبناء عمومتي هؤلاء مازالوا يلحون علي لتأذنا لهمم فيعينوكما على رفع هذه البنية. إسماعيل: لقد قلنا لهم من أول يوم إن هذا أمر الله سبحانه وتعالى ننفذه كما أمر. إبراهيم: أجل فاعتذري لهم و اشكريهم فكأن قد أعانونا محمودين. هي: لم يشاءوا أن يقتنعوا بذلك وظلوا يظنون أنكما ما امتنعتما إلا كراهية أن تحملاهم رهقا، وإنهم لفتيان أشداء وإنهم ليحبون إسماعيل وأباه ويحز في صدرهم أن يرفض الضيف الكريم منهم التكرمة. إسماعيل: فقولي لهم إن البنية قد أوشكت أن تتم. ألا ترين؟ هي: ذلك أحرى أن تأذنا لهم اليوم فتطيب نفوسهم. إسماعيل: ماذا ترى يا أبي؟ إبراهيم: لا أدري والله، نريد أن نطيع أمر ربنا ولا نحب أن نسيء إلى قوم كرام محسنين. إسماعيل: أمر ربنا إذن أجدر أن نرعاه.. ارجعي إليهم فقولي.. إبراهيم: بل رويدك.. حدثيهم بحديث الفداء لعلهم يقتنعون بأن أمر الله لا هوادة فيه.. ألم تحدثهم بذلك يا إسماعيل؟ هي: بل يا عماه.. إذ رأيت في المنام أنك تذبح ابنك فعزمت أن تنفذ أمر الله لولا أن فداه الله بذبح عظيم. إبراهيم: أجل أجل هو ذاك. هي : آه.. لولا ذلك الفداء ما فزنا بك يا إسماعيل. إبراهيم: فلتحدثي به فتيان قومك ولتقولي لهم إن هذا الأمر مثل ذاك. هي: فرحة الآن يا سيدي أستطيع أن أقنعهم. إسماعيل: قولي لهم: حسبنا فضلا منهم أنهم يعطوننا من صيدهم منذ شغلت أنا عن الصيد. هي: في دلال لا يا إسماعيل... هذا وحده غير مقنع.. سأمضي الساعة لإقناعهم ثم أعود إليكما بالغداء. إسماعيل: أخري غداءنا حتى نفرغ من عملنا فما بقى منه إلا قليل. هي: الضيف هو الآمر يا إسماعيل. إبراهيم: كلا ما أنا بضيف يا بنيتي ولكن جعت وتعبت. هي: إذن فقد أمرت.. تخرج. إبراهيم: معجبا ما أذكاها وأنجبها إن فيها لمشابه من هاجر. إسماعيل: يضحك لها الله. لقد شغلتنا عن العمل. إبراهيم: يقف عن العمل دعنا نستريح قليلا يا بني. إسماعيل: أنا ما جعت بعد يا أبي ولا تعبت.. ما بقي غير هذا الصف الواحد من المدر ثم نستريح. إبراهيم: ذلك أحرى أن نستريح الآن. إسماعيل: سأقرب بعض الحجارة ريثما تعود زوجي بالغداء. إبراهيم : أتعصي أباك يا إسماعيل؟ إسماعيل: يلقى كل ما بيده معاذ الله يا خليل الله.. إني سامع ومطيع. إبراهيم: هلم نجلس فوق تلك الصخرة العالية. يرقبان الصخرة ثم يجلسان إبراهيم: ينظر إلى خيام الجرهميين ما شاء الله.. هذه أخبية أحمائك من جرهم.. الحمد لله إذ استجاب دعوتي فجعل أفئدة من الناس تهوي إليكم. إسماعيل: أجل يا أبت.. كل يوم يطنب بيننا أهل خباء جديد.. إبراهيم: بارك الله في زمزم وبارك على صاحبتها الصديقة المصرية أم إسماعيل وأم السيد المختار من ولد إسماعيل. إسماعيل تندى عيناه بالدمع ليتها يا أبي تشهد هذا اليوم. إبراهيم: يتجلد ما عند الله خير لها وأبقى يا بني..يتنهد آه.. ما أسرع كرور السنين.. لكأنما ذلك أمس إذ بلغت بكما هذا المكان فأنزلتكما به وأنت بعد رضيع لم تفطم، وليس به يومئذ ما ء ولا أنيس وما معكم غير جراب تمر وسقاء ماء.. فلما أردت المضي صاحت بي أمك: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ فوقفت حزينا لا أحير، جوابا، فلما رأت ذلك مني قالت: الله أمرك بهذا؟ قلت: نعم.. قالت: إذن لا يضيعنا فامض حيث شئت.. فانطلقت يا بني أريها أني جلد لئلا يحزنها حزني حتى إذا كنت عند تلك الثنية حيث لا تراني عينها استقبلت هذا البيت بوجهي ودعوت الله لها ولك تلك الدعوة. إسماعيل: هي حدثتني أنها كانت يومئذ تخشى علي وعلى نفسها سباع الوحوش وسباع الإنس. فلما قلت أنت لها إنه أمر الله سكنت واطمأنت. إبراهيم: أجل يا بني... الله أعلم حيث اختار.. لولا امرأة أخرى قيل ذلك يومئذ ما آمنت ولا اطمأنت.. يتنهد إن لله يا بني لحكمة في كل شيء.. ألهم سارة خالتك أن تغار منك ومن أمك ليكون سببا لعمارة بيته هذا العتيق وليجعل لي ولك شرف بنائه وتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود. تعود امرأة إسماعيل تحمل مكتلا وسقاء هي: ألا تنزلان لغدائكما أم أصعد إليكما به؟ إبراهيم: انزل يا بني فخذه منها. ينزل إسماعيل فيأخذ المكتل والسقاء منها ويصعد إبراهيم: ماذا صنع الفتيان يا بنتاه.. أقتنعوا؟ هي: نعم يا عماه وطابت نفوسهم. إبراهيم: الحمد لله. هي: إذا شئتما مزيدا من هذا الشواء فعندنا المزيد. إبراهيم: بارك الله فيك. هي: باسمة يا أم الشعب العظيم.. تنصرف يضحك إبراهيم وإسماعيل إبراهيم: بسم الله الرحمن الرحيم يأخذ في الأكل إسماعيل: بسم الله الرحمن الرحيم يأكل في غير شهية كمن شغل فكره بشيء إبراهيم: ما خطبك يا بني؟ لم يعجبك هذا الشواء الطيب؟ إسماعيل: بلى يا أبت إنه لأ فضل ما عندنا من الطعام. إبراهيم: فمالي أراك لا تأكل بشهية مثلي؟ أي شيء يشغل بالك؟ إسماعيل: حتى تفرغ من طعامك كيلا أشغلك عنه. إبراهيم: بل حدثني الآن.. إن الحديث على الطعام لمستحب. إسماعيل: سمعتك تذكر سارة خالتي وحكمة الله في مهاجرتك بي وبأمي. إبراهيم: أجل هنا انقطع حديثي معك آنفا. إسماعيل: فهل لي أن أستزيدك علما؟ إبراهيم: أجل يا بني الحبيب، سلني ما تشاء. إسماعيل: لم أختار الله هذا الوادي القفر ليكون دار هجرتنا أنا وأمي؟ إبراهيم: ويحك يا بني.. لمكان بيته المحرم هذا. إسماعيل: وفيم جعل بيته المحرم هنا في هذا المكان الجديب؟ إبراهيم:ويحك أضقت ذرعا بالعيش هنا يا إسماعيل؟ إسماعيل: كلا يا أبي.. إني لأحب هذا الربع ولا أعدل به جنات الأرض. وحسبي أن أمي فيه عاشت وبه دفنت وأنها رأت من الآيات يوم مقدمها ما جعلها تنعم بالا وتقر به عينا. إبراهيم: أجل إنها لآيات بينات أكرمها الله بها ثم فضلها على نساء العالمين، إذا جعل آثارها ومواطئ أقدامها مناسك يؤديها حجاج بيته إلى يوم القيامة. إسماعيل: ولكني أشتهي بعد يا أبي أن أعرف الحكمة في اختيار هذه البقعة الجدباء من دون بقاع الأرض. إبراهيم: ويحك يا بني ألم أخبرك غير مرة أن الله قد بشرني أن يبعث رسولا عظيما من ولدك يكون خاتما لرسله إذ يضع ميزان الحق على الأرض فلا يرتفع عنها حتى تقوم الساعة. إسماعيل: بلى يا أبي ولكن لم هذا المكان الجدب لذلك الرسول العظيم؟ إبراهيم: أي بنى إن الله لم يوح إلي بشيء في ذلك.. ولكن لعله جلت حكمته قد قضى في سابق علمه أن يصون هذه البذرة الطيبة هنا في معزل عن عواصم المشركين وملاحم الجبارين حتى يأتي ذلك اليوم الموعود. إسماعيل: هذا حسن يا أبي ولكن إذا ظهر ذلك الرسول العظيم في هذا الموضع القفر فلن يكون المهتدون به إلا قلة الناس. إبراهيم: مهلا يا بني لقد نبهتني بسؤالك هذا إلى حكمة أخرى لله والله أعلم وأحكم. إسماعيل: ما هي يا أبي؟ إبراهيم: كيما يتيح الله لتلك الأمة التي يبعث بين ظهرانيها ذلك الرسول، فتهتدي به أن تفيض من هذه البقعة فتنساح شرقا وغربا إلى حيث تنشر رسالته ودينه في منابت الزرع والضرع ومساقي الأنهار ومساقط الأمطار من ممالك الأرض وأممها جريا في ذلك على سنته التي لا تتبدل فيكون لتلك الأمة ملك العالم وخير الدنيا والآخرة. إسماعيل: يتهلل وجه بشرا جزاك الله خيرا يا أبي، الآن اطمأن قلبي. إبراهيم: يبتسم فهيا إذن وآكلني، فإني لا أستطيب الأكل وحدي. إسماعيل: حبا يا خليل الرحمن وكرامة يأكل بنفس طيبة عسى ألا تؤاخذني فيما ألححت عليك وأحفيت بالسؤال. إبراهيم: كلا... لقد سرني هذا منك.. أنا أيضا كنت في شبابي طلعة مثلك.. حتى لقد بلغ بي ذلك أن سألت رب العزة أن يريني كيف يحيي الموتي. فقال لي: أو لم تؤمن؟ قلت بلى! ولكن ليطمئن قلبي. إسماعيل: فأراك ربك آية الطير الأربعة. إبراهيم: متهللا سمعتها يا بني؟ إسماعيل: من لسان أمي. إبراهيم: أجل لقد كانت حافظة واعية. إسماعيل: كل يا أبت..كل. إبراهيم: الحمد لله رب العالمين.. أتمم أنت غذاءك. إسماعيل: الحمد لله رب العالمين. إبراهيم: ينهض حي الآن على العمل. ينزلان من الصخرة ويستأنفان عملهما في بناء البيت. إبراهيم: ناولني هذا الذي بيدك. إسماعيل: بل دعني يا أبي أرفعه بنفسي إنه حجر ثقيل. إبراهيم: مبتسماهذا دأبك معي يا بني، أو تريد أن تستأثر بالثواب من دوني؟. إسماعيل: يا أبت إن الثواب كله لك، فما أنا إلا ابنك وعملك الصالح إن شاء الله. إبراهيم: أجل ولكنا أمرنا أن نبني البيت معا لا أن تبنيه أنت وحدك. إسماعيل: يا أبتاه لقد أمرك الله أن تستعين بي وهو سبحانه يعلم أنك شيخ وأني أنا شاب جلد. إبراهيم: يضحك صدقت يا بني... والله ما رأت عيني في بلاد الشام ولا أرض الكلدان فتى أجلد ولا أمتن منك.. لله هذه الأرض التي ربتك فشدت لحمك وصلبت عظمك ثم في رقة ولله در ابنة النيل تلك التي أرضعتك. إسماعيل: فرحا انظر يا أبي لقد فرغنا من بناء البيت ونحن لا نشعر. إبراهيم: الحمد لله ما بقي علينا إلا أن نختمه بهذا العلم. إسماعيل: ما هذا الحجر الأسود الذي جئت به؟ إبراهيم: نثبته.. في هذا الركن ليكون للناس علما يبتدئون منه الطواف. يساعد إسماعيل في تثبيت الحجر الأسود. إبراهيم: يستلمه ويقبله طوبى لك من حجر، ليستلمنك يوما حبيب الرحمن وليقبلنك. إسماعيل: حبيب الرحمن؟! إبراهيم: ابنك المختار يا إسماعيل..هذا من ألقابه.. استلمه وضع شفتيك حيث يضع شفتيه. إسماعيل: يستلم الحجر ويقبله ابني المختار.. حبيب الرحمن؟ يسمع خفق لطيف بين السماء والأرض إبراهيم: سبوح قدوس. إسماعيل: يا أبت ... ما هذا؟ إبراهيم: هذا الروح الأمين يا بني. إسماعيل: متمتما جبريل؟! جبريل: يسمع صوته يا إبراهيم.. رب العزة أمرني أن أقرأ عليك السلام. إبراهيم: مبتهلا اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام، تباركت ربنا وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام. جبريل: وأن أبلغك أنه قد رضي عنك وعن ابنك إسماعيل فيما بنيتما وطهرتما من بيته هذا للطائفين والعاكفين والركع السجود. إبراهيم: لك الحمد يا رب الحمد، ما كنا لنرفع قواعده وحدنا لولا عونك وخفي قدرتك. جبريل: وقد أذن لك أن تدعوه ما تشاء ليستجيب لك. إبراهيم: يرفع يديه مبتهلا رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر. جبريل: ومن كفر؟ إبراهيم: ومن كفر؟ جبريل: يقول ربك رب العزة: ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير. أتم دعاءك يا إبراهيم. إبراهيم: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. إسماعيل: آمين. إبراهيم: آمين يا رب العالمين. جبريل: إن ربك يأمرك أن تؤذن بالحج إلى بيته في الخلق أجمعين. إبراهيم: أي جبريل أي خلق هنا؟ إنما هي أبيات قلائل. جبريل: إذن في الناس عامة. في البشر كافة.. الخلائق أجمع. إبراهيم: وما يبلغ صوتي ياجبريل؟ جبريل: ما عليك إلا أن تؤذن وعليه عز وجل البلاغ. فليسمعن صوتك جميع ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء من يومك هذا إلى يوم القيامة. إبراهيم: سبوح قدوس. جبريل: فليلبين نداءك كل من آمن ممن كتب لله له حج بيته مهما تكن داره في المشرق أو المغرب إلى يوم القيامة، وليعجزن عن التلبية كل من لم يكتب له الحج وإن يكن مقيما في هذا الوادي على غلوة سهم من البيت العتيق. إبراهيم: سبوح قدوس جبريل: ارق ذلك الشرف يا إبراهيم فأذن أذانك منه. إبراهيم: أعني يا بني لأرقى هذا الشرف يعينه إسماعيل. جبريل: أذن.. الآن. إبراهيم: بأعلى صوته أيها الناس... إن الله تبارك وتعالى قد كتب عليكم الحج إلى هذا البيت العتيق. تتجاوب الأصوات مدوية من قريب وبعيد بكلمات شتى ولهجات متباينة إسماعيل: يا أبت ما هذا الدوي؟ إبراهيم: ما هذا يا جبريل...أهذه هي... جبريل: أصوات أجيال البشر التي كتب الله لها حج بيته العتيق. إسماعيل: وماذا تقول يا أبت تلك الأصوات؟ إبراهيم: ماذا تقول تلك الأصوات يا جبريل؟ جبريل: تقول بشتى لغاتها ومختلف ألسنتها في المشارف والمغارب: لبيك اللهم لبيك. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي) عدد(2)بتاريخ(1414هـ)