فكّر لردع مجنون

لا يزال الرعب يجوب دول العالم من خلال فايروس كورونا، هذا الرعب ليس مستقرا في مكان حتى أنه أناخ الغرور الأمريكي بعدد المصابين والمتوفين..

ولو أطلقت لمخيلتك العنان فستجد أن هذه الجائحة يمكن لها أن تأتي بِنَا مجتمعين، خاصة إذا ذهب خيالك بإصابة الدول الأفريقية، ودول أمريكا اللاتينية، ودول القارة الهندية، والجمهوريات الإسلامية، وكل الدول ذات الإمكانات الطبية المتواضعة، ماذا لو استوطنت هذه الجائحة للسنة القادمة، ولَم يتم اكتشاف لقاح؟

ماذا ستكون عليه البشرية في ظل تعليق الحجر، ودفع الناس للعمل والدراسة، وتغشي الأسواق، والمطارات.. حتماً أن الذاكرة في تجوالها هذا سوف تؤكد على الفناء، ويصبح السؤال:

هل سياسة القطيع التي اتبعتها دول العالم لمواجهة الجائحة هي الأصوب من أجل تحريك الاقتصاد؟

يمكن لهذه السياسة أن تنجح في الدول الغنية حتى إذا أصيبت الأعداد الكبيرة يمكن إنقاذ الكثيرين من الموت المحتمل، لكن ماذا عن الدول الفقيرة في اتباعها لسياسة القطيع لمواجهة كورونا؟

حتما ستكون الإصابات أقرب للموت في ظل انهيارات الأنظمة الصحية في تلك الدول.. وإزاء ما هو متوقع كيف للدول الغنية والمنظمات الدولية تخفيف الكارثة عن الدول المستضعفة؟

أعرف أنه سؤال به اعتوار فج. ففي الحروب والجائحات ليس هناك من أهمية للآخر، فالمهم هو الكيان الذاتي، ومع ذلك، فإن التفكير أن العالم يقف على النطع لجز رقاب دول وليس أفراداً يثير كل مكونات الفزع والرعب.

ولو حرك العالم رأسه قليلاً فسوف يجد أن كارثة الإصابات المليونية في الدول الفقيرة سوف تصله، لربما أعاد النظر في سياسة القطيع.

ولأن عقلية فايروس كورونا عقلية مجنونة، على العالم أن يفكر كيف يمكن له ردع فايروس ليس له عقل!

بقلم: عبده خال - عكاظ