فن المرور عند رجال المرور

نما إلى علمي أن وزارة التعليم تعد برنامجاً لتعليم الطلاب فن المرور والقيادة الآمنة ومشتقاتها، شيء رائع أن يعرف الشباب القادم للحياة أن فن المرور شيء أساسي وخطير، وأن بلادهم تعد من الدول المتفوقة في عدد الحوادث وعدد القتلى.

سمعت أيضاً أن إدارة المرور ستكون مسؤولة عن هذا البرنامج، سينقل الإخوة في المرور تجربتهم ومعرفتهم وتاريخهم إلى أذهان الطلاب؟ لكن كما لا يخفى على الإخوة في وزارة التعليم فإن تجربة المرور لا تتوقف على العاملين في المرور، كل إنسان يملك معرفة في هذه القضية المهمة، من باب المساهمة أرجو من الإخوة في وزارة التعليم تضمين مقالي هذا في منهج المرور لأهميته وضرورته.

أولاً وقبل كل شيء على الطلبة أن يعرفوا أن مدن المملكة مقسمة مرورياً إلى قسمين أساسيين لا اختلاط بينهما: قسم يقع تحت إدارة المرور (جزئياً)، وقسم آخر لا علاقة للمرور به البتة.

قد يبدو هذا الكلام مدهشاً ولكنه حقيقة، تغيب الحقائق أحياناً وراء التعود والتكرار والإهمال، كل من يعيش في الرياض يعرف هذه الحقيقة ولكنه اعتاد عليها. بعضهم يعرفها ويظن أن هذه هي الوضع الطبيعي. تنتابني الظنون أن رجال المرور ينقسمون في معرفة هذه الحالة كما هي حال الناس أجمعين.

إذا كان الطالب يسكن داخل الأحياء السكنية يجب إبلاغه أن الحي الذي يسكن فيه والأحياء الأخرى بطول الرياض وعرضها لا علاقة للإخوة في إدارة المرور بها، على كل سائق سيارة يدخل هذه الأحياء أن يخترع قانونه المروري الشخصي، أن يحدد نظام المرور حسبما يراه وحسب حسه الأمني وحسب ظروفه وحسب حالته النفسية في تلك اللحظة. هذا القسم مرورياً أشبه بالربع الخالي، لا يوجد فيه أي شيء يدل على أن مروراً مر من هنا، لا خطوط تحدد الرايح والجاي، ولا لوحات تحدد السرعة، ولا خطوط أفضلية عند التقاطعات الخطرة وغير الخطرة، لا يوجد شيء اسمه لوحات مرورية، بل إن بعض الأحياء -ولا أقول كلها- لا يوجد فيها أرصفة أصلاً.

يجب أن يعرف الطالب أن السائق في الأحياء الداخلية هو الذي يقرر السرعة والاتجاه والأولوية عند تقاطع طريقين ويقرر في أي مكان يوقف سيارته وفي أي اتجاه كان. مضافاً إلى ذلك أن من حق أي صاحب بيت أو أرض أن يحدد بنفسه أين يسمح للآخرين بالوقوف والانتظار، في هذا القسم من المدينة تسهيلات مع جميع الجهات، يتوجب أن يبين الضابط المحاضر لأبنائنا هذه التسهيلات ويوقظهم عليها كي يستفيدوا منها.

بقلم/ عبد الله البخيت - الرياض