الإساءة للمرأة السعودية

قرار معالي وزير الثقافة الذي يتصدى للإساءة للمرأة السعودية في أي عمل فني قد يبدو غريباً. الإنسان لا يمكن أن يقدم عملاً يسيء فيه إلى نفسه. العاملون في التلفزيون السعودي جلهم من السعوديين. بل إن الإعلام السعودي لا يمكن أن يسيء لأي إنسان من حيث هو إنسان بغض النظر عن وطنه أو انتمائه أو جنسه.

ما الذي يرمي إليه هذا القرار إذاً؟

يأتي هذا القرار في مرحلة حرجة وحساسة تلقى فيها المرأة السعودية دعماً غير محدود من القيادة الكريمة. يجرى تمكينها من حقوقها في العمل والحياة الحرة المستقلة بشكل متسارع. يمكن وصفه ببناء حقوقي للمرأة وبناء ثقافي للمجتمع.

المرأة السعودية في أولى مراحل انخراطها في العمل وفي الحياة العامة. سوف تتعثر في قلة الخبرة وتصطدم بمقاومة. من منعها طويلاً من الدخول في الحياة العامة ومنع عنها حقوقها لن يعجز عن متابعة تعثراتها أو أخطائها. سوف نشاهد كل زلة أو خطأ أما في صورة تحريض (سوء نية) أو في صورة طقطقة كما نقول بالحكي الشعبي. قرار معالي الوزير حسبما أرجو سوف يمنع تسرب مثل هذه الممارسات في الأعمال الفنية المحترمة لكيلا تلوثها.

فتحت القيادة الكريمة أبواب العمل والإحساس بالمسؤولية وحق المشاركة أمام المرأة فأصبح من واجب الإعلام الوطني أن يقوم بدوره على الوجهين. تشجيع المرأة على الانخراط في الحياة بشجاعة وحمايتها من الحرب المضادة المتوقعة بدرجة عالية من اليقظة.

يذكرني هذا القرار بالقرارات التي اتخذتها الحكومة الأميركية لتشجيع مواطنيها السود في الانخراط في الحياة والمساهمة مع مواطنيهم البيض في بناء البلد. بعد عقود من الإهمال والتهميش أعطتهم كثيراً من التسهيلات في التعليم والتوظيف وأصدرت كثيراً من القوانين التي تتصدى للنظرة الدونية أو التحريض على العنصرية.

لا يمكن أن نقارن بين الرجل والمرأة السعودية في خوض الحياة. تعطلت المرأة السعودية في العقود الأربعة الأخيرة بشكل مفتعل مما وسع الفجوة بينها وبين الرجل في الخبرة وفي معرفة العمل الجاد. من حسن الحظ أن هذه الفجوة لم تمتد إلى التعليم. لكي يرى المجتمع المرأة على الطريق الصحيح نحن في حاجة لهذا القرار وقوانين أخرى تقدم لها الحماية الوطنية.

ما أرجوه من معالي الوزير والأستاذ دواد الشريان العمل على حماية هذا القرار من أن يتحول إلى إيديولوجيا. لكيلا يصبح عقيدة متسامية تحد من نقد المرأة وتمنع وضعها موضعاً كوميدياً. يجب أن يطبق بحذر شديد حتى لا يتحول إلى قيد على الدراما السعودية التي تريد أن تستعيد مسارها هي أيضاً.

بقلم: عبدالله بن بخيت - الرياض