شباب وفتيات جازان يرسمون ملامح #العمل_التطوعي عبر 200 فريق

جيزان / تحتضن منطقة جازان أكثر من 200 فريق تطوعي يضم آلاف الشباب والفتيات المتطوعين والمتطوعات في مجال تقديم مبادرات ومشروعات إنسانية ترسم ملامح العمل التطوعي الحديث في المنطقة, وتعزز من قدرة الشباب في التنمية الوطنية الشاملة للمجتمع.

وتطور العمل التطوعي في منطقة جازان خلال العقدين الماضيين متجاوزًا المشاركات المحدودة للجمعيات الخيرية والفرق الكشفية والأندية الاجتماعية والطلابية في ذلك الوقت التي قدمت في حينه أعمالا مثل برامج أسبوع الطفل ونظافة الشواطئ والعناية بالمرافق العامة وغيرها من البرامج الاجتماعية التي نفذتها فرق غير متخصصة، كانت لاحقا نواة لإنشاء العديد من الفرق التطوعية المتخصصة.

وشهد العقد الماضي ظهور العديد من الفرق التطوعية المتخصّصة في جيزان تعمل تحت مظلات رسمية تتبع معظمها لجان التنمية الاجتماعية الأهلية ومراكز النشاط الاجتماعي والجمعيات الخيرية التي يشرف عليها مركز التنمية الاجتماعية بجازان التابع لفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إلى جانب الفرق التطوعية التابعة للجنة الخدمة الاجتماعية بغرفة جازان , ومكتب هيئة الرياضة بجازان وعدد من الإدارات الأخرى.

وأثمر حماس شباب وفتيات المنطقة وإدراكهم لأهمية العمل التطوعي في تعزيز دور الفرق التطوعية الناشئة في حينه، وساد جو من التنافس التطوعي الذي أثمر عن العديد من المشروعات والمبادرات التي اهتمت بنشر الوعي في المجالات الصحية والثقافية والبيئية ومجالات الإنقاذ، ونشر الوعي الأسري.

وعزّز الدور الإيجابي لوحدة العمل التطوعي بعمادة شؤون الطلاب بجامعة جازان من دور طلاب وطالبات الجامعة في المساهمة عبر مبادرات تطوعية فاعلة لخدمة المجتمع بكافة محافظات المنطقة إذ تهتم وحدة العمل التطوعي بتفعيل اليوم العالمي للتطوع وتنفيذ مبادرات تطوعية مساندة لقرى الحد الجنوبي بمنطقة جازان ، وتنفيذ دورات تدريبية في مجالات الأزمات والطوارئ والإخلاء والإنقاذ والإسعافات الأولية وإدارة الأزمات ، فضلا عن تأهيل الفرق التطوعية والمشاركة في إدارة الأزمات مع الجهات المعنية وتفعيل التطوع في الجهات الخيرية.

واستعرض رئيس لجنة الخدمة الاجتماعية بغرفة جازان محمد بن أحمد عبيري في حديثه لـ "واس" أهمية الفرق التطوعية ودورها الايجابي في المشاركة التنموية، موضحا أن الأعوام الخمسة الأخيرة شهدت تطورات ملحوظة ومتميزة في الأعمال التطوعية من خلال تأسيس فرق تطوعية متخصصة ، قضت على الازدواجية وتكرار الأعمال وساهمت في زيادة المتطوعين وزيادة عدد المستفيدين.

وشدد على أهمية التنسيق وتوافق الجهود وتنسيق الأعمال وبلورتها وإخضاعها للتقنين والاحترافية من خلال المرجعية الرسمية للفرق التطوعية ، فضلا عن تطوير المتطوعين عبر الدورات التدريبية لمفاهيم العمل التطوعي وفنون إدارته وفنون التسويق للبرامج والتخطيط وآليات التنفيذ .

وأضاف أن شباب وفتيات منطقة جازان يتميزون بحبهم للعمل التطوعي ، حيث أثبتت كافة التجارب الإقبال الكبير من المتطوعين والمتطوعات للمشاركة والتنفيذ والإسهام في الأعمال التطوعية في كافة المجالات , داعيا إلى ضرورة الاهتمام بتسويق الأعمال التطوعية للمجتمع تعزيزا لدور الفرق التطوعية ، مبرزا اهتمام الدولة عبر رؤية 2030 بالعمل التطوعي.

وأكد عبيري أن ذلك الاهتمام سيكون أحد أهم العناصر في تنمية الأعمال التطوعية ، مقترحا أن يكون لساعات العمل التطوعي قيمة مضافة في مختلف القطاعات, فضلا عن الحصول على التسهيلات لمكتسبي ساعات التطوع من الأفراد والمؤسسات.

ومن جهته أكد القائد الكشفي والمتطوع وليد قادري أهمية أن تقود الجهات الرسمية العمل التطوعي في الوقت الراهن ، لتكون مظلات ومحاضن للفرق التطوعية ، لتقودها لممارسة مهامها في خدمة المجتمع ونشر ثقافة التطوع وغرس قيمة العمل التطوعي لدى الناشئة سعيا لتأسيس ثقافة تطوعية محترفة تستطيع الاعتماد على ذاتها لاحقا ، وتحظى بالثقة والمسؤولية في خدمة المجتمع وتعزيز روابطه ووحدته ، مشددا على أهمية التدريب كعنصر أساس لنجاح الأعمال التطوعية ، وبخاصة في مجالات خطط الإخلاء والسلامة وإدارة الأزمات والكوارث ، والقيادة والتخطيط وطرق الإنقاذ ، فضلا عن الدورات التخصصية في مختلف المجالات.

ودعا إلى تحديد الهدف والرؤية والرسالة والتخصص للفرق التطوعية والعمل على إصدار دليل إرشادي لكل متطوع بما له من حقوق وما عليه من واجبات، متمنيا أن تتبنى إمارة منطقة جازان إصدار الدليل الإرشادي ليجمع كل الفرق والمؤسسات الرسمية التي تُعنى بالعمل التطوعي.

بدورها قالت عضو مجلس إدارة جمعية ذوي اضطراب التوحد الخيرية بجازان سالي بنت محمد زميم إن منطقة جازان ظهرت فيها مجموعة من الفرق التطوعية المتخصصة التي اهتمت بتطوير العمل التطوعي خاصة في المجالات الطبية ومجالات ذوي الإعاقة.

وأضافت أن الهمم العالية لشباب وفتيات المنطقة تسعى للوصول إلى العمل التطوعي الاحترافي الحديث الذي يسهم في بناء المجتمع وتطويره ، خاصة وأن أولئك المتطوعين والمتطوعات يرسمون ملامح متميزة للعمل التطوعي استطاعوا من خلالها تغيير خارطة العمل التطوعي بجازان.

وأثنت رئيسة الفرق النسائية التطوعية بغرفة جازان عزيزة سهلي على الأعمال الرائدة والبارزة التي تقدمها الفرق التطوعية ، التي يمتاز أعضائها بالتكاتف والتعاون ويحملون هدفًا هامًا في خدمة المجتمع ، داعية إلى تفعيل دور المؤسسات والقطاعات المختلفة لدعم ورعاية الأعمال والمبادرات التطوعية سعيًا لتحقيق أهدافها.

أما رئيس فريق سابقون التطوعي بجازان علي الجابري فقد أكد أن كثيرًا من الفرق التطوعية في المنطقة قدمت مبادرات متميزة وتخطو خطوات رائدة للوصول إلى أعلى مستويات الاحترافية والمهنية , مضيفا أن الهمم العالية للشباب والفتيات المتطوعين والمتطوعات تحتاج إلى اهتمام مساو لها من قبل القطاعات والمؤسسات الراعية للأعمال التطوعية لتهيئة بيئة عمل مثالية وتكثيف الدورات التدريبية وتحديد الأهداف ورسم الخطط والبرامج , التي تعزز دور الفرق التطوعية.

وقدّم مشرف فريق إسهام التطوعي بمحافظة ضمد أحمد بن علي معافا جملة من المقترحات لتطوير العمل التطوعي بجازان منها إنشاء كرسيًا باسم الأمير محمد بن ناصر للعمل التطوعي تُشرف عليه جامعة جازان ليكون مظلة للفرق التطوعية بالمنطقة ،  وتفعيل الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع ، وتقديم التسهيلات للفرق التطوعية ، إلى جانب تعزيز دور المؤسسات الإشرافية على الفرق بما يواكب رؤية المملكة 2030 التي تولي العمل التطوعي اهتماما كبيرا.