لماذا يسخر السعوديون من أنفسهم

تصلك رسائل تحمل مادة تسخر من بعض الأوضاع السعودية أو المناطق، او حرباً ساخرة بين الجنسين، بعضها لطيف وبعضها قاس. ظهر من يعطي هذه الرسائل دلالات، ويجتهد في تفسيرها، لعله يصل إلى حقيقتها.

من يتابع الشعوب الأخرى كالمصريين، والأشوام، واللبنانيين، والكنديين، سيرى أنهم يمارسون نفس السخرية وبنفس الأسلوب. لا أفهم ما الذي يعنيه هذا، ولا أفهم لماذا يحب الإنسان ان يسخر من نفسه. بعض المحللين يرى أن ما نراه ظاهرة خطيرة. يبرر ذلك أن هذه السخرية تقود إلى تحطيم معنويات الشعب، وغرس الشعور بالدونية، كما حدث مع الصعايدة في مصر.

البنت السورية تقدم لزوجها عسلاً ، والبنت اللبنانية تقدم لزوجها ورداً، والبنت السعودية تقدم لزوجها عكرة ضب مثلا. مر على أكثرنا الألقاب الساخرة: أبو سروال وفنيلة وأم ركب سود والاسباني وغيرها.

اقوى التوجهات لتفسير هذه الظاهرة ردها إلى مؤامرة خارجية.

إذا ثبت أنها مؤامرة، فالمتهم لن يخرج من القائمة التالية: الاستعمار، الشيوعية, الصهيونية ,الصفوية, الصليبية.

تلاحظ على هذه الرسائل أنها سعودية حميمية، لا يمكن أن ينتجها صهيوني يعيش خارج البلد. هذا الصهيوني يعيش في المملكة، وفي كل مكان فيها أيضا. في جدة، والرياض، ونجران، والباحة، وبريدة، والخرخير ... لا شك أنه متزوج من أربع سعوديات من مناطق مختلفة، فصار له أقارب سعوديون يحضر أعراسهم، ومآتمهم، ويلعب مع أولادهم بلي ستيشن. يتم اعداد النكتة الخام في تل ابيب، وترسل سرا للمملكة، ثم يتولاها هذا العميل لتركيب مكوناتها واضفاء الصبغة السعودية عليها، ثم اطلاقها في جولاتنا.

أقوى المتهمين بالعمالة هم الليبراليون. ثمة دليل واحد قد يستخدمه الليبراليون لتبرئة أنفسهم. معظم المواد المنتجة ساخرة، تنم عن خفة دم، ومعظمها يأتي ملفوفا في شيلات. أمران يبذران الريبة. الأول أن الليبرالي ضد الشيلات، فكيف يلف فساده فيها، لكن هذه الحجة قد تدحض. قد يكون استخدام لفائف الشيلات من باب التضليل. الشيء الثاني والأهم ان لا أحد يعرف عن الليبراليين أي خفة دم. ثقل دم يتراكم بعضه على بعض. حجة قوية يستطيع بنو ليبرال بعد إثباتها الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، بأن يزجوا بخصومهم الدعاة، والرقاة، ومفسري الأحلام في دائرة الاتهام, فهؤلاء الأفاضل معروفون بخفة الدم، والشيلات لعبتهم. منطقيا انحصرت التهمة في طرفين فقط. يبقى امامنا البحث عن الصلة بين المركز الرئيسي في تل ابيب، والصهيوني المحلي لقطعها لكي نعود إلى دفء الكآبة.

بقلم: عبدالله بن بخيت - الرياض