فلاشات النجاح وظلام الفشل !

لا يمكن للمسؤول أن يحضر في احتفالات قص الأشرطة ويستأثر بفلاشات الإنجازات، ثم يختفي في ملمات فشل المشاريع ويتحملها الآخرون في إدارته، فإما أن يكون شريكا في النجاح والفشل معا أو لا يكون شريكا في أي منهما !

والمسؤولية الحقيقية لا تتجزأ، فالمسؤول في أي إدارة مسؤول عن أداء وإنتاجية جميع العاملين فيها، وإذا كان الحاضر الأبرز عند تحقيق النجاح فإن تواريه عند الفشل غير مبرر وغير منطقي، فكيف إذا تبرأ من الفشل وألصقه بمن يعملون تحت سلطته !

التنصل من المسؤولية والسماح للمسؤول بتحميلها لغيره من العاملين تحت إدارته أحد أهم معوقات إصلاح الإدارة ومسببات الفساد الإداري، بل هو من مقدمات الفشل في أي مشروع عمل لأنه يخلق بيئة سلبية، غير نظيفة وغير محفزة، يفتقد فيها المجتهد للتقدير ويطمئن فيها المقصر للتقصير !

لينفض المسؤول «بشته» وليتحمل بكل شجاعة مسؤولياته، فأضواء فلاشات احتفالات قص الأشرطة وتحقيق الإنجازات لن تحجب مسؤولية الفشل عند حدوثه لا قدر الله، فإذا كان الإعلام أحيانا يقصر أو يسهو في تسليط الضوء على ذلك، فإن المجتمع بات اليوم يملك من الوعي ما يمكنه من تحديد المسؤوليات ومن الشجاعة ما يمكنه من توجيه الأصابع نحو المقصرين في تحمل مسؤولياتهم !

باختصار .. النجاح والفشل وجهان لعملة مسؤولية واحدة !

بقلم: خالد السليمان - عكاظ