الشورى يصطاد التخطيط

نجح أعضاء مجلس الشورى في تحويل تقرير وزارة الاقتصاد والتخطيط إلى دليل دامغ بأن الخطط التنموية التي تقودها الوزارة ينقصها شيء بسيط جدا هو: التخطيط!، لقد قالت الوزارة ذلك بنفسها وبكامل وعيها بل ووثقت هذا الكلام في تقرير مقدم إلى مجلس الشورى!.

استغرب أعضاء المجلس في بادئ الأمر من هذا التقرير العجيب فهذه أول وزارة تخطيط تعتبر زيادة أعداد المستفيدين من الضمان الاجتماعي إنجازا تنمويا، ولكنهم شيئا فشيئا.. بدأوا بـ(فصفصته)، فوجدوا في كل إنجاز تنموي يتحدث عنه هذا التقرير عنوانا موازيا يكشف الغياب التام للتخطيط.

مثلا.. كل الكلام عن التنمية الشاملة التي تصل إلى كل مدينة وقرية في هذا الوطن المترامي الأطراف والذي يفترض أن الوزارة تعتبره من أهدافها الرئيسية، اتضح أنه كلام بلا معنى من خلال هذا التقرير المقدم إلى الشورى، حيث لاحظ العضو عبدالرحمن الراشد أن ما ذكرته الوزارة من نمو اقتصادي لا ينعكس بمفهومه الشامل على زيادة دخل المواطنين حيث توضح أرقام التقرير أن غالبية المستفيدين من الضمان الاجتماعي يعيشون خارج المدن الرئيسية الثلاث!.

أما العضو حمده العنزي فقد أكدت أن ما اعتبرته الوزارة نجاحا لخطتها التنموية في ارتفاع نسبة شديدي الإعاقة المستفيدين من الضمان الاجتماعي خلال سنتين إلى 196 بالمئة يكشف أنها لا تعرف ما يدور على أرض الواقع، وكذلك الأمر حول زيادة أرقام المستفيدين من الضمان الاجتماعي بنسبة 135 بالمئة. وتساءلت العنزي: أين كانت هذه الحالات؟.. هل غابت عن مسوحات الوزارة السابقة؟.. أم أنها تضاعفت فجأة خلال عامين؟!.
ويبدو أن إيقاع الأرقام المرتجلة كان هو المسيطر على التقرير، حيث شكك أكثر من عضو بدقة مسوحات الوزارة وإحصائياتها، بل وأكد العضو عدنان البار أن هذا التقرير لو قدم لمنظمة عالمية لما قبلت به لأنه يفتقر إلى المعايير المطلوبة، وهذا أمر غريب مريب لأنه يعني أن التخطيط في أحيان كثيرة يقوم على التخمين وليس بناء على قراءة حقيقية للواقع التنموي والاقتصادي والاجتماعي!.

وهكذا تبلغكم وزارة الاقتصاد والتخطيط تحياتها، ونلقاكم على خير في الخطة التنموية القادمة!.

نقلاً عن صحيفة " عكاظ"