شباب وشباب وشباب !

 شباب يرقصون بجنون في اليوم الوطني، يخرجون من نوافذ سياراتهم المسرعة لينظروا إلى المستقبل بذات سرعته، يغنون في الطائرات وتغلق الأسواق احترازيا تفاديا لرعونتهم المحتملة، وينتشر الآلاف من رجال الأمن والآلاف من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشوارع لمنع تجاوزاتهم، شباب يرفع لافتة (نفداك يا وطن) .. دون أن يفكر جديا بكيفية الفداء، طاقات مهدورة تسيل في الشوارع تتفرق في المنعطفات بحثا عن لحظة الفرح المخبوءة خلف الأسوار.
**
شباب في مقتبل العمر يفجرون أنفسهم مجانا في أرض غريبة، يغادرون منازلهم في ليلة ظلماء لتصل صور أشلائهم فيما بعد على شبكة الإنترنت، في كل يوم اسم .. وفي كل يوم خبر يهز كيان أسرة هادئة ما كانت تتخيل لابنها هذه النهاية المتفحمة، كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ .. مع كل خبر تتكرر نفس الأسئلة وكأن الأمر يحدث لأول مرة.
**
شباب يتعلمون ويبحثون ويحققون إنجازات علمية مشهودة في أهم الجامعات والمراكز العلمية في مشارق الأرض ومغاربها، لم تعد أخبار ابتكاراتهم واكتشافاتهم وإنجازاتهم العلمية داخل البلاد وخارجها بالأخبار النادرة التي تحتفي بها الصحف بل هي تحدث كل يوم تقريبا، وهذا دليل على طاقة الإبداع الأصيل الكامنة في نفوس أبناء هذا البلد، وأنه متى توفرت الإرادة وتضافرت الجهود لتحقيق النهضة الحقيقية التي نتمناها لوطننا فإن شبابنا جديرون بهذه المهمة وهم على قدر التحدي .. وأكثر.
**
آخر الإحصاءات تقول بأن نسبة البطالة بلغت 11 بالمائة والبطالة، في أي مكان وزمان هي علة العلل التي تشل أطراف الشباب في مكافحتها مكافحة لكل الأمراض والمصائب الناتجة عنها.
**
الشباب الذين يحرسون حدود بلادهم في يومه الوطني يتصدون لكل المخاطر التي جاءت بها أعاصير هذا الزمان المضطرب ويضحون بأرواحهم فداء لتراب الوطن، تحية لهم دائما وأبدا ونسأل الله أن يعينهم على حمل الأمانة.
**
تتبدل قلوب الحلفاء، يغيرون مواقفهم .. يبتعدون ويقتربون بحسب مصالحهم وبحسب تقديراتهم لحجم الخطر وحاجتهم لحليفهم، ويبقى أهم وأقوى حليف لأي بلد هو شبابه الذين هم ثروته الحقيقية حين يبحث عن المستقبل وسيفه الصقيل حين يتصدى للأخطار.

نقلاً عن "عكاظ"