حياة مزورة!

تنصلت لجان التعاقد في وزارة التعليم العالي أمام هيئة الرقابة والتحقيق بحجج مختلفة أهمها: عدم قدرتها على التفريق بين الشهادات الأصلية والمزورة!، وعدم تكليفها بالتأكد من خلال التواصل مع مصادر هذه الشهادات، وهذا الجواب العجيب الذي جاء ردا على التحقيقات في قضية الأكاديميات العربيات اللواتي اتضح فيما بعد أنهن يحملن شهادات مزورة ينتج سؤالا جديدا: ما هي وظيفة لجان التعاقد إذن؟!، انتدابات وسفر وشاي إلى المكاتب!، ألا توجد مراجعة للشهادات أو مقابلات شخصية أو أي اختبارات أولية للتأكد من كون هذا الشخص صالحا للتدريس في جامعات المملكة؟!، ترى كم طالبة نهلت (العلم المزور) من الأكاديميات المزورات لتكتشف بعد كل هذا العناء أن كل ما تعرفه قائم أساسا على المهارة في التزوير!؟

**
جمعية المهندسين كشفت عن آلاف الشهادات المزورة في مختلف مجالات الهندسة، والتزوير في المهن الطبية لم يتوقف إلا في الفترة المتأخرة بعد وضع ضوابط صارمة له وما زالت بعض حالات التزوير تظهر علينا بين وقت وآخر، وهاشتاق (هلكوني) الشهير كشف أن العديد من الأسماء اللامعة وذوي المناصب العليا وحتى بعض شيوخ الدين يحملون شهادات مزورة أو من جامعات غير معترف بها.. أي أنك يمكن أن تتلقى العلم بشكل خاطئ لدى أستاذ مزور فتتوظف دون أن يكتشف أحد ذلك لأن مسؤولك في الدوام شهادته مزورة فتجمع رواتبك لتعمر بيتا فيسقط أحد أعمدته على رأسك لأن المهندس الذي أشرف على بنائه شهادته مزورة فتذهب إلى المستشفى ليعالجك طبيب مزور فتزداد حالتك سوءا فتذهب إلى شيخ مزور كي يرقيك فتغادر هذه الحياة المزورة إلى الأبد.
**
أحالت هيئة التحقيق والادعاء العام طبيبا مزورا من جنسية عربية كان يقود سيارة مسروقة إلى المحكمة، وكانت شرطة جدة قد اكتشفت أولا السيارة المسروقة التي قام الطبيب بتغيير لوحاتها بل وتغيير رقم (الشاصيه) وهذه الطريقة في السرقة والتزوير قادت منطقيا إلى الشك في أن هذا الرجل خبير في التزوير أكثر من خبرته في الطب وبعد مراجعة وثائقه اتضح أنه طمس اسم صاحب الشهادة الأصلي ورقم هويته ووضع اسمه بدلا منه، هكذا بكل بساطة كان هذا الرجل يمارس مهنة الطب في جدة لعدة سنوات ويتجول في شوارعها بسيارة مسروقة وربما يزمر ببوق السيارة: (بيب.. بيب.. أهلي)!.
**
ذكرت شرطة الرياض أنها ألقت القبض على مقيمين من جنسيات عربية أقاموا حملة غير مرخصة لجمع التبرعات للشعب السوري الشقيق واتضح من خلال التحقيقات أنهم يقومون ببيع هذه المساعدات لحسابهم الخاص.. حتى في عمل الخير وإغاثة الملهوف يوجد الخير المزور!.

نقلاً عن صحيفة " عكاظ"