عرب الشيخ لورانس!

توفي الممثل الإيرلندي بيتر أوتول بطل فيلم (لورانس العرب)، الذي شاركه فيه عمر الشريف، رحل الممثل الشهير الذي روى حكاية المستعمر الأشهر ولكن أحداث الفيلم تولد اليوم من جديد: العرب والدول العظمى والأتراك.. ومشروع التقسيم!.
**
لم يبق للعرب الممزقين شيء يجمعهم اليوم سوى اللغة، وقد مر اليوم العالمي للغة عربيا ليذكرنا بلغة عظيمة تنتحر على شفاه أهلها، ونحن للأسف ما زلنا نعتقد أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على اللغة العربية هي محاربة اللغات الأخرى دون أن ندرك بأن هذه السياسة هي التي أضعفت اللغة العربية وحدت من تطورها، إنها تشبه سياسة الدول العربية الاشتراكية التي كانت تمنع الاستيراد لإجبار الناس على شراء المنتجات المحلية فتردى حال هذه المنتجات لأنها بلا منافس وازدهرت تجارة تهريب المستورد، المشكلة ليست في اللغة العربية بل في الواقع العربي، فنحن مثل (من يحارب الطائرة بالرمح)، كما وصف الدكتور سليمان العايد طرق تعليم اللغة العربية في محاضرة بنادي أبها قبل يومين!.
**
أحلام الطلحي طالبة في جامعة الطائف اخترعت ماسحا ضوئيا على شكل قلم يحول الصور إلى نصوص، بحيث يلتقط صورة الصفحة ثم يحولها إلى مستند نصي.. هكذا نحمي لغة القرآن بالعلم والعمل والمخترعات الحديثة وليس بالكلام الكبير الذي لا يغير الواقع، والمؤسف حقا أن هذه الإبداعات العربية لا تلقى أدنى اهتمام في ديار العرب ثم نستورد المخترعات بأسمائها الغربية ونغضب لأن الناس يستخدمون الأسماء الأجنبية!.
**
مأساة العرب التاريخية تتلخص في أن العالم اخترع الفاكس ثم تجاوزه إلى اختراعات أعظم دون أن يحسم العرب خلافهم اللغزي حول مشروعية تسميته فاكس أو (ناسوخ)!.
**
قال حافظ إبراهيم دفاعا عن اللغة العربية: (أنا البحر في أعماقه الدر كامن .. فهل سألوا البحار عن صدفاتي؟) ولكن الزميل سامي الفليح، هداه الله، تلاعب بالشطر الثاني في عنوان مقاله في الوطن ليصبح السؤال موجها إلى قنوات الكارتون التي أصبحت هي أسرع وأفضل السبل التي يتعلم من خلالها الأطفال الحديث باللغة العربية الفصحى، ونشير هنا إلى أن الذهنية التي حاربت فن الرسم لم تضع في حساباتها أن هذا الفن العظيم من الممكن أن يقود إلى فن شديد التأثير على الصغار، فهذه الأعمال الكارتونية حتى وإن نطقت بالعربية فإنها تزرع في عقول الصغار قيما مستمدة من ثقافات أخرى، ولهذا يردد أطفالنا مقلدين أبطال الكارتون: (يا لك من أحمق كبير)!؟

نقلاً عن صحيفة " عكاظ"