كرات في العارضة !

عاد النصر إلى موقعه الطبيعي في الصدارة بعد سنوات طويلة من التعثر المرير فانتعش الدوري السعودي واشتعلت المنافسة الكروية والجماهيرية والإعلامية بينه وبين غريمه التقليدي الهلال، هذه المنافسة الشرسة هي التي تعطي كرتنا المحلية نكهتها الخاصة وهي اليوم تتخذ طرقا مبتكرة للتعبير عن الفرح أو الغضب أو الاحتجاج، ولا شك أنها سوف تعيد الناس إلى المدرجات وشاشات التلفزيون حتى لو لم يكونوا من مشجعي الفريقين، وتبقى مسؤولية الإداريين والإعلاميين وحتى الجماهير كبيرة في الابتعاد عن مستنقع التعصب الكروي الذي كان وما يزال أحد أهم أسباب تراجع الكرة السعودية، حيث يتصرف الإعلامي بمنطق المشجع ويتحدث عن النادي الذي لا يميل اليه وكأنه عدو وليس فريق كرة قدم من بلده !

لو قسنا مقدار التضامن بين دول الخليج في هذه الفترة العصيبة بمقاييس الدوري المحلي لوجدنا أن (الاتحاد) في أسوأ حالاته و (التعاون) ليس على ما يرام و (الاتفاق) على حاله !
تفرجنا على قرعة كأس العالم مثل كل الدول التي ليس لها علاقة بهذه البطولة الأممية، تخيلوا فقط: كأس العالم في البرازيل ؟!، لحظتها فقط سوف تتأكد بالدليل القاطع من أن كل ذلك الذي شاهدته في الدوري المحلي ليس كرة قدم !.

أمريكا تتقاذف الكرات الناعمة مع إيران وروسيا تتبادل الكرات الناعمة في مصر، تغير مواقع اللاعبين وشعاراتهم أمر شائع في كرة القدم.. كل شيء ممكن في عصر الاحتراف !.. هذا محمد نور في النصر وناصر الشمراني في الهلال !.

كرة ندم.. هكذا يمكن أن يوصف مشهد الإعادة البطيئة لردة فعل مهاجم ارتطمت كرته القوية بالعارضة، ولكن هكذا هي المباراة.. حيث يمر الوقت وتتعدد الفرص وتتسع أرجاء الملعب لتحتوي اللاعبين والحكام والمعلقين والمشجعين، وتمتد فتشمل المشاهدين في كل البيوت وفي اللحظة التي تكون فيه كل الظروف مهيأة لتحقيق الهدف تظهر العارضة من حيث لا يتوقع أحد !.. فتتفجر ملامح الصدمة والذهول على وجه المهاجم !.


اللاعب الأناني لا يستحق أن تعرض لحظة ندمه على إهدار الفرصة الثمينة بالإعادة البطيئة، ملامحه الخائبة لا معنى لها ولا قيمة بعد فوات الأوان، كل شيء في العرض البطيء ليس من صالحه لأنه يذكر الناس بكونه لاعبا لا يفكر إلا في نفسه !.

نقلاً عن صحيفة "عكاظ"