عن مانديلا ونجم وأشياء أخرى !

رحل نيلسون مانديلا من هذا العالم لتكتمل أسطورته بوفاته، هذا الزعيم الذي قاد بلاده إلى الحرية والمساواة كان حالة خاصة؛ لأنه من النادر جدا أن يتعامل العالم مع أسطورة على قيد الحياة، ولكن مانديلا كان صفحة خضراء في كتاب التاريخ تختلف عن كل الصفحات التي كتبها زعماء خلدوا أسماءهم بزخات الرصاص وهدير المدافع، بل كان محاطا دائما بأغاني الحرية وضحكات الأطفال، واليوم يمكننا أن نحتفي بالكثير من القيم التي جسدها مانديلا، وأبرزها ــ على الإطلاق ــ تضحيته بحريته من أجل حرية شعبه، وزهده في السلطة حتى بعد أن جاءت إليه برغبة الجماهير، ولكن هذا ليس كل شيء، فأبرز قيمة تركها مانديلا في هذا العالم تتلخص في أن الإيمان العميق والراسخ بالمساواة بين البشر هو أول الطرق نحو الحرية، فالحرية لا يمكن أن يأتي بها زعماء عنصريون أو قادة طائفيون، فهي في هذه الحالة سوف تكون نضالا من أجل امتلاك القدرة على سحق الإنسان الآخر، ولعل الكثيرين ممن ينعون مانديلا اليوم ويستعيدون فصولا من نضاله يتجاوزون عمدا أنه حارب من أجل قضية رئيسية، وهي المساواة بين البشر على اختلاف أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم.


**
وخلال الأسبوع الماضي، أيضا، فقد العالم العربي الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذي قضى أغلب سنوات عمره في السجون؛ لأنه شاعر حر لم يستغل موهبته العظيمة في التطبيل والتبجيل، بل كان ينظم قصائده البسيطة الموجعة ليصنع سدا شعبيا وثقافيا عظيما في وجه الطغيان، رحل ليلحق برفيق دربه الشيخ إمام، لتبقى أنغام الحرية تتسلل من حارات مصر البهية (أم طرحة وجلابية)!، ومن قصائد أحمد فؤاد نجم نختار هذا المقطع من قصيدة طويلة، ونهديه إلى كل من يزعم أنه من دعاة الانفتاح، ولكنه في حقيقة الأمر يبحث عن مصالحه الشخصية ويريد أن يفصل الأمور على مزاجه دون أن يدفع الثمن: (ياللي فتحت البتاع، فتحك على مقفول!، لأن أصل البتاع، واصل على موصول، فأي شيء في البتاع. الناس تشوف على طول، والناس تموت في البتاع، ويبقى مين مسؤول؟!)


**
بحسب صحيفة الحياة، فقد هدد مستشار في وزارة الصحة ممرضات مستشفى النساء والولادة في الأحساء اللواتي رفضن زيادة ساعات عملهن بـ (الفصل والسجن).. هل هذا المستشار يعمل في وزارة الصحة حقا؟!.


**
حكاية توقيف الزميل مراسل الحياة الزميل يحيى الخردلي بجازان حكاية لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، ولو كانت هيئة الصحفيين السعوديين قد صنعت شيئا من الهيبة لأبناء المهنة لما حدث هذا الأمر من الأساس، كيف تطالبون الصحافة بأن تكشف عن الحقيقية ما دام قرار التوقيف يمكن أن يحدث بهذه السهولة؟!، ترى في أي عصر يعيش هؤلاء الذين يظنون أن بإمكانهم احتجاز «نافذة» الحقيقة؟!


**
بحسب صحيفة المدينة، فقد هددت إحدى الشركات المشغلة في أشياب تحلية المياه بمكة المكرمة 16 من موظفيها بالفصل إذا اشتكوا سوء أوضاعهم الوظيفية للصحافة، والحق أنه من الأخطار العظيمة التي يغفل عنها الناس عادة هو ما تفعله شركات التشغيل بالموظفين السعوديين، فهي تستفيد من عقود بعشرات الملايين وتوظف السعوديين برواتب زهيدة، وفوق كل ذلك تتأخر في دفعها دون أن تجد من يتصدى لها أو يخصم حقوق الموظفين من مستحقاتها، وهكذا كلما تم توقيع عقد تشغيل جديد ضاعت حقوق موظفين سعوديين لا يهتم بأمرهم أحد.


klfhrbe@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة