الفصل الثامن (جزء ثاني) الفراش المريح

من كتاب بحوث في.. النوم والأحلام والتنويم المغناطيسي) للدكتور أنور حمدي النوم.. أسراره وخفاياه لقراءة الفصول السابقة انظر أسفل الصفحة.. ??الفراش المريح: .. فالفراش، يختلف بين جسد متعب (غني).. وبين جسد متعب (فقير)!.. وبين (مبذر مسرف).. و(بخيل حريص)!.. ففراش الأغنياء.. (سرير)!.. وحدث ولا حرج عن هذا السرير.. فقد يكون كبيرا وله (منافع) و(ملحقات)!..من مذياع ومسجل وأحيانا (رائي) وربما (ثلاجة)! وله (مرايا ) من هنا وهناك!.. وأغرب ما في الأمر، المرايا من (فوق )!.. مرايا، تغطي السرير، وتشكل له سقفا.. ولا أدري ما هدفها؟!.. أو لاأستطيع أن أقول!! هذا سرير (مدور) وذاك بشكله (مربع)! وهذا سرير ذو تدليك (بالموجات) وذاك (بالارتجاجات)!! وهذا سرير (مائي) يسمح لنا بأن نتصور أنفسنا عائمين مثلما كنا في أرحام أمهاتنا!! وذاك سرير يسعى إلى تصميمه بحيث يحيط بالجسم بغاز كيماوي من شأنه أن يطبق علينا (قانون أرخميدس)!!.. بحيث نعيش فترة النوم في..(اللاوزن)!!.. وبذلك تنخفض حاجتنا إلى النوم، ونكسب من يومنا المحدود وقتا أطول لليقظة!! هذا (معقول) بسعره! لا يزيد عن عشرة أو عشرين ألفا من الليرات!.. وذاك يبلغ (النصف مليون) ثمنا! هذا أكثر ما رأيت! ولا أدري إن كان هناك أغلى وأغلى! و(يا بلاش).. فالثمن لا يزيد على ثمن (شقة) و(منزل) و(سيارة فاخرة)!.. وسبحان المعطي!.. ومن الناس (مجانين)!! وهذا سرير لونه أحمر، وذاك أصفر، وآخر أخضر!.. وهذا خشب (حفر )!..وذاك (إيطالي) الصنع وثالث (أمريكي) ورابع (تركي)!!.. وعدد ما شئت!! .. وعلى هذا السرير حشية (الفراش أو الفرشة) من.قطن أو (ريش نعام)! أو(هاي سليب)! .. يضع الغني جسده على سرير وثير.. سرير وفراش بألوف! وينام الفقير على حشية من (إسفنح) على الأرض!.. وربما كان الفراش (حصيرا)! وأحيانا (قطعة قماش )!.. وربما قطعة من ورق مقوى (كرتون) لا تزيد!! .. وسبحان موزع الأرزاق.. ومقسم العطايا! ناس تنام على (ورق)، وناس تنام على (الورق)!.. .. وليس الاختلاف بين (ورق) و(الورق) إلا (ال التعريف)!. فالأول.. نكرة مهمل!.. والثاني...معروف مشهور، وعند البعض (معبود)!! .. ومهما كان لون السرير، أصفر أو أحمر، أزرق أو أخضر!.. ومهما كان شكله مربعا أو مثلثا، دائريا أو مستطيلا. فليس ذلك هو المهم في جلب النوم الهنيء!.. بل المهم لذلك هو: أن يكون الفراش على درجة بين اللين والقسوة، لا رخوا ولا ملتويا، عند النوم عليه، ولا قاسيا مزعجا بل مريحا. فالفراش اللين الزائد! مضر للجسم، فهو يعطيه أوضاعا، كثيرا ما تكون غير طبيعية الشكل. .. والفراش الوثير إلى أقصى حد، الناعم إلى آخر ما تمثل النعومة!..لا يشكل سندا كافيا للجسم، وما أكثر آلام الظهر التي يسببها نوم على فراش، لا يوفر السند القوي الثابت للجسم! .. والفراش الكثير التكتل، والمتمعج سيئ، ومضر!،، ولا شيء، يجلب السعادة والهناء.. كالفراش المريح! .. الفراش النظيف، الذي عرض للهواء المتجدد بعضا من الوقت كل يوم، وللشمس أيضا (إذا أمكن)! أن يكون السرير، ثابتا غير هزاز!.. حتى لا يسبب تشوهات، ويقي العمود الفقري من الأوضاع الخاطئة والانحناءات.. وأما ما وراء ذلك من شكل ولون و..فمتروك لحرية (الشخص) واختياره!.. ولكن من غير (إسراف) و(تبذير)!.. فليتذكر أنه، بينما كان (كسرى) و(قيصر) يرفلان بالديباج والحرير.. وينامان على (ريش النعام)! وسرير مذهب، وبالجواهر مرصع!..كان من (لو أراد) لسيرت معه الجبال ذهبا! كان أعظم نبي وأكرم رسول، محمد صلى الله عليه وسلم..كان يقول، تلك أقوام عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا..ويضطجع على فراش من أدم، حشوه ليف!..وينام على حصير يؤثر في جنبه الكريم..ويتوسد يده!! الوسادة الحالمة .. الرسول الكريم (يتوسد) يده.. (يتوسد) يمناه!.. أما في (القرن العشرين) فقد صار للوسائد حكاية.. وصارت لها قصة..وغدت عالما واسعا!.. فالوسائد أنواع كثيرة!.. فنوع..من (الإسفنج) مصنوع، وثان (بالقطن) محشو، وثالث (بقصاصات من الأقمشة البالية)!.. ورابع (بنخالة)! وخامس (بريش النعام)!.. .. وعلى قدر (فلوسك ) تختار!! وهذه وسادة على شكل (مثلث) وتلك (مربع) وأخرى (دائرية ) ورابعة (مستطيلة)!.. وللأطفال صنعوا، وأحيانا للكبار، واحدة على شكل (قط)! وثانية على شكل (أرنب) وخامسة على شكل (كلب)! وهذه وسادة (عادية ).. وتلك (تكنولوجية)!.. فهي تمتد وتنكمش تحت الرأس على حسب الحجم والطلب!.. وثالثة (طبية) تباع في الصيدليات!..بداخلها جهاز يعمل بمجرد اللمس فيعطي اهتزازات تقوم بعملية (تدليك)!..(تدليك) ينشط الدورة الدموية موضعيا، فيريح من يشتكون من آلام الظهر والأكتاف وروماتيزم العمود الفقري!.. ورابعة (فاخرة)!.. فهي بخيوط الذهب موشاة، وبرسوم (اليد) منقوشة! وسادة (للنوم)، ووسادة (للديكور) و(الزينة)! فهي فوق الأسرة توضع، وعلى المقاعد والأرائك تتناثر!.. وسادة تحفظ (بداخلها)!.. رسائل المحبين العاشقين، لحين الطلب!.. وأخرى (تختفي) فيها نقود!، من جيب الزوج المسكين ضاعت، والزوجة (بريئة) لا تعلم!. وسادة تهمل في النهار.. و(تعطر) بالليل، بعطر زوجة شابة، للقاء زوجها تتلهف! وسادة توضع (تحت الرأس) تارة!.. و(فوق الرأس) تارة أخرى!.. ومرة (تلقى)!..ومرة (تحضن)! وكأنها صدر دافئ.. صدر حنون.. تدفن فيه المتاعب والهموم! وسادة (عالية) سميكة، تنفع كوسادة، وربما، كمسند!.. للمصابين بقصور القلب واسترخائه ووذمة الرئة واحتقانها، فتعين على النوم، وتساعد عليه!.. ووسادة أخرى (رقيقة) عادية، تملأ الفراغ بين الرأس والفراش، والنائم موجود على جنبه.. وهذه هي المطلوبة لنوم سعيد هنيء! ولنا في هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، حكمة!.. فوسادته رقيقة!! وهي (يده الشريفة )!.. يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر، فتوسد يمينك). الظلام: وقبل الإيواء إلى الفراش، وتوسد اليمين.. لا تنس (إطفاء الأنوار)!.. لا تنس أيضا الستائر وإسدالها.. حتى تحل الظلمة، وتسود!.. فالضوء يفسد النوم،ويقلق النائم!.. فهو يتسلل من بين الجفون المسبلة ويؤثر في المخ، فيسبب الأرق! وتلك كانت خطوة، بعد الخطوة العاشرة.. ونقلة بعد النقلة العاشرة!.. الغطاء المناسب: أما الخطوة العاشرة!!..والنقلة العاشرة. فهي.. (تغطى) و(تدثر)! والغطاء المستعمل يتنوع بتنوع (حال الجيوب)!. فغطاء من حرير!..وواحد من صوف!..وآخر من قطن!.. وقد تسوء الأحوال، لا قدر الله، فيكون الغطاء (قطعة من ملابس) أو (ورقا من الجرائد)! أو حتى (سحابة) في السماء!! .. فهذا غطاؤه (مجاني)..وذاك يدفع فيه مائة أو مائتين، وربما، ألفا أو ألفين! وسواء دفعت بغطائك، عشرة أو عشرين، أو حتى ألفا أو الفين!.. فلا تختر الرسوم والألوان التي تحب فقط، بل انتق غطاءك، بين بين، لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف!.. .. فالثقيل يبلغ عن وزنه الدماغ بحاسة الضغط (قسم من حاسة اللمس)، التي تبقى أكثر تنبها أثناء النوم الطبيعي، وبذلك يضطرب النوم، وتتفكك روابطه، وحلقاته! .. والخفيف، لا يمحنك الدفء المطلوب. وبغطائك هذا تغط وتدثر.. وأبق رأسك مكشوفا..ودثر رجليك بعناية!.. فلا شيء يمنع النوم كالأقدام الباردة! الاضطجاع على الشق الأيمن ثم اضطجع على شقك الأيمن، وتوسد يمينك، لتحصل على النوم السعيد الهنيء! وتلك الخطوة الثانية بعد العاشرة.. والنقلة الثانية بعد العاشرة!.. فالنوم على الجانب الأيمن هو أصح الأوضاع (الممكنة) وأفضلها! والأوضاع الممكنة هذه، هي أربعة: النوم على البطن، والنوم على الظهر، والنوم على الجانب الأيسر، والنوم على الجانب الأيمن. وأما النوم على البطن: فيؤدي بعد مدة إلى شعور الشخص بضيق في التنفس، وذلك لعدم استطاعة القفص الصدري أن يتمدد ويتقلص أثناء الشهيق والزفير بسهولة!.. بل يتم ذلك التمدد والتقلص بصعوبة، وما ذلك إلا لوجود ثقل وكثافة كتلة الظهر العظمية التي تمنع هذا التمدد والتقلص!.. وليس ذلك فحسب، فالنوم على البطن يسبب الضغط على الأحشاء، ويرضها ويؤذيها! هذا بالإضافة إلى حدوث انثناء في الفقرات الرقبية، لأن النائم في هذا الوضع، لا بد له من لي (لوي ) رقبته إلى أحد الجانبين ليتمكن من التنفس! ولا شك أيضا أن هذا الوضع، يسبب احتكاك الأعضاء التناسلية (القضيب عند الذكر، والفرج عند الأنثى ) بالفراش، مما قد يسبب التهيج! ويدفع إلى ارتكاب محرم، من ممارسة العادة السرية (الاستمناء )! وعند ضعاف النفوس، الشواذ! قد تثير هذه الوضعية الرغبة في الشذوذ الجنسي (المدابرة) وذلك لتشابه الوضعين!. ولكل هذه الأمور، ولحكم أخرى، ربما لم نعرفها بعد، ولم نكتشفها!.. نهى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، عن هذه النومة، وعن هذا الوضع!.. فلقد جاء في الأحاديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم، مر على رجل في المسجد منبطحا على وجهه فنبهه وقال : قم وأقعد، فإنها نومة جهنمية). كما قال عليه السلام (إنها ضجعة، أهل النار)! وقال الصادق المصدوق أيضا (إنها ضجعة لا يحبها الله عز وجل ). وجاء في حديث رواه أبو داود بإسناد صحيح، عن يعيش بن طخفة الغفاري (رضي الله عنه) أنه قال: قال أبي: بينما أنا مضطجع على بطني، إذا رجل يحركني برجله،فقال: (إن هذه ضجعة يبغضها الله) قال فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن كل هذا هو بالنسبة للكبار البالغين!.. وأما الأطفال الصغار، الرضع، فإن لهذه (الوضعية ) معهم وضع خاص، واعتبار خاص!. حيث أنها تسهل على الطفل التجشؤ وإخراج الغازات الموجودة في أمعائه!. كما أنها تقوي عضلات الذراعين، وذلك عندما يحاول الطفل رفع رأسه، وعضلات الظهر، عندما يرفع جسمه في سن متقدمة. كما تساعد على عدم تشويه شكل الرأس، والصدر! وعادة فإن الطفل الذي يعتاد النوم في هذا الوضع، يمكنه أن ينام في أي وضع آخر، أكثر راحة له، عندما يبلغ الشهر السادس أو الثامن من عمره.. النوم على الظهر: والنوم على هذه الوضعية يسبب التنفس من الفم، وذلك لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر، باسترخاء الفك السفلي!..والتنفس من الفم ممكن، ولكنه ضار!.. وهو عمل غير طبيعي، لأن العضو المخصص للتنفس هو الأنف، والأنف بما فيه من أشعار لتنقية الهواء الداخل، وبما فيه من أوعية دموية تعمل على تسخين هذا الهواء وجعله مناسبا للبدن!.. فمن يتنفس من فمه، يحرم من هاتين الميزتين!.. ولذلك نجد أن من يتنفس من فمه هو أكثر تعرضا للإصابة بالزكام والرشوحات أيام الشتاء، ممن هو يتنفس من أنفه!.. هذا بالإضافة إلى أن التنفس من الفم، يسبب جفاف اللثة الذي قد يؤدي إلى التهابها، فتصبح اللثة مريضة لماعة، ذات سطح محمر ومائل للانتباج، كما أن النهاية اللثوية المحيطة بالأسنان لا تنتهي بشكل متناقص بالدقة، كنصلة السكين في اللثة الطبيعية، بل على العكس، تكون ذات استدارة، مما يسهل تراكم الفضلات، ويجعل تنظيفها، بصورة غريزية، أصعب! كما أنه يؤدي إلى أن يصبح اللسان مغطى بطبقة مبيضة غير اعتيادية!، هذا بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة (البخر)!.. ولكل ذلك، يشير البعض من الأطباء، على من ينامون بهذا الوضع أن يضعوا، عصابة من القماش، من تحت الذقن ثم تربط في أعلى الرأس، حتى تبقي الفم مغلقا أثناء النوم!.. فهل تريد أن تجرب ؟!. لا أظن!.. وفي هذا الوضع، يصبح شراع الحنك واللهاة في وضع يعارضان فيه فرجة الخيشوم، فيعيقان مجرى التنفس فيكثر لذلك الغطيط (الشخير ) المزعج. حتى إذا تركنا الفم واللهاة، ونزلنا أكثر!.. نجد أن هذه الوضعية، تسبب الضغط على الشرايين والأوردة البطنية، بفعل ثقل الأحشاء، وخصوصا إذا كانت ممتلئة بالطعام، مما يعرقل الدورة الدموية،ويقلل من كمية الدم الواصلة إلى الدماغ، فتكثر لذلك الأحلام المزعجة والكوابيس!.. ومن أجل ذلك يعتبر النوم على الظهر بعد تناول الطعام، هو أردأ أنواع النوم. وعند الأطفال، وأيضا المرضى قد يسبب هذا الوضع (الاختناق)!.. فقد يحدث القيء ونتيجة لهذه الوضعية، تدخل المواد المقاءة من المعدة إلى المجاري التنفسية، فتحدث الاختناق!.. كما قد يسبب عند الأطفال الرضع، تفلطح مؤخر الرأس، إذا ناموا بهذا الوضع، بصورة دائمة!.. كما أنه غالبا ما تثير هذه الوضعية الخيالات الجنسية، والرغبة عند النساء ? وذلك لشبهها بوضعية الجماع!.. مما قد يدفع بالمرأة إلى ممارسة العادة السرية، إذا كانت غير ذات زوج، أو زوجها غائب. النوم على الجانب الأيسر: هذا الجانب له مشاكله أيضا. فالقلب موجود في الطرف الأيسر من الصدر، والنوم على هذا الجانب، يجعل الرئة اليمني الكبيرة بالنسبة لليسرى، تضغط على هذا القلب،وتقلل من نشاطه، وتتعبه! ولا سيما عند الكبار الطاعنين في السن.. حيث ينقص عمل القلب (المضغوط) مما يزعج ويتعب، ويسبب الأحلام والرؤى المزعجة! كما أن المعدة، والموجودة على الجانب الأيسر، وخصوصا إذا كانت ممتلئة بالطعام، تضغط على الحجاب الحاجز والذي يضغط بدوره على القلب، فيتعرقل عمله، مما يؤدي إلى استيقاظ النائم على جانبه الأيسر، بشكل فجائي، وهو يحس ويشعر، وكأن قلبه يوشك أن يتوقف عن العمل!.. هذا بالإضافة إلى كون الكبد، وهي من أثقل الأحشاء، تكون معلقة، غير مستقرة بهذا الوضع، نظرا لكونها موجودة في الجانب الأيمن، مما يسبب ثقلا وتمططا للأربطة المعلقة لها، فيرضها ويزعجها! كما أن هذه الكبد المعلقة، تضغط على المعدة، مما يعيق تفريغ محتوياتها، ويؤخر الهضم! فلقد أثبتت التجارب، التي أجراها (غالتيه بواسيير) أن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء، يتم في مدة تتراوح ما بين 2.5 4.5 ساعات، إذا كان النائم على الجانب الأيمن، بينما لا يتم ذلك، إلا في مدة تتراوح بين 5- 8 ساعات، أي حوالي ضعف المدة السابقة، إذا كان النائم على جانبه الأيسر! النوم على الجانب الأيمن: وهذا الوضع، هو أفضل الأوضاع، وأنسبها!.. ففيه تكون الرئة اليسرى هي التي تضغط على القلب، وهي أصغر من الرئة اليمنى، فيكون القلب أخف حملا من الوضع.. فيرتاح!.. ويسهل عمله. كما أن الكبد، في هذا الوضع، تكون مستقرة غير معلقة.. فلا تمطط أربطة، ولاضغط على المعدة، فيسهل عمل المعدة، وإفراغ محتوياتها، وينشط الهضم!. ويكون تمام هذا الوضع.. بأن توضع الساق العليا، في مقدم الساق السفلى، مع ثني الركبتين بالمقدار الذي يوافق كل شخص، وإنما يفعل ذلك لسند عظام الحوض!.. ..كما يوضع مفصل المرفق (الكوع) للذراع الأيمن فوق المرتبة حتى تكون الفقرات الظهرية في وضع مستقيم. .. وتملا المسافة بين جانب الرأس والرقبة من جهة، وبين المرتبة (الفراش) من جهة أخرى، بـ (وسادة) وذلك ليكون الرأس في استقامة العمود الفقري! ... والآن حاول أن تقلد هذا (الوضع الأمثل للنوم)!.. هل تجد أفضل، وأقرب إليك، من وضع يدك تحت خدك، محققا للشروط ؟! .. إذن!.. تذكر أن الرسول الكريم، كان ينام على جنبه الأيمن، ويضع يده تحت خده الشريف!.. فصلى الله عليك، يا نبي الهدى، والرحمة..والحكمة!.. صلى الله عليك، يا معلم الخير.. خير الدنيا والآخرة.. الخير، في الصغيرة والكبيرة!.. صلى الله عليك، يا من علمتنا، ما نترك وما نفعل.. ما نأتي وماندع!.. صلى الله عليك، يا من علمتنا لكل مقام.. فعل ومقال! الدعاء : .. فها نحن، وقد.. انتهى نهارنا، ونشاطنا، وحركتنا!.. فها نحن، وقد.. أقبل ليلنا، وراحتنا، وهدوءنا، وسكوننا!. فها نحن، وقد.. أقبلنا على نومنا!.. أقبلنا على حالة نكون فيها وكأننا أموات! .. والأموات بين يدي ربهم يقفون!.. .. علمتنا.. كيف نقبل على ربنا!.. .. كيف ننهي نهارنا..ونستقبل ليلنا!. .. كيف ننهي يقظتنا، ونستقبل نومنا! .. علمتنا، ما نقول، وما نردد! أمرت ونقول كما طلبت، ونذكر كما نصحت! وتلك الخطوة الأخيرة.. ? والنقلة الأخيرة!،، (اللهم بك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير)? وفي رواية (وإليك النشور). (باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فأحفظها، بما تحفظ به عبادك الصالحين ). (باسمك اللهم وضعت جنبي،وباسمك أرفعه، إن أمسكت نفسي فأغفر لها، وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك. اللهم إني أسلمت نفسي إليك،وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، استغفرك وأتوب إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فأغفر لي ما قدمت وما أخرت،وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، رب قني عذابك يوم تبعث عبادك). (اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت ) (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، واغننا من الفقر). (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي). (اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه) (سبحان الله ) و(الحمد لله) و(الله أكبر )، كل واحدة ثلاثا وثلاثين مرة. (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين)- الفاتحة. (آلم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) البقرة من 1- 5. ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السموات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم مابين أيديهم، وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم) البقرة، 255 ( لله ما في السموات وما في الأرض، وإن تبدوا ما أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير، أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا، كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) البقرة من 284-286. .. ها نحن..نردد كما رددت.. ونقول كما قلت!.. ونذكر كما ذكرت!.. ها نحن.. ننهي يقظتنا، بخير ما تنهى به يقظة!.. نتكل على الله.. ونسلم إليه أمرنا.. ونطلب منه العفو، والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة! ها نحن.. نطلب من الكريم، العفو.. الستر والمغفرة!.. آمنا بك يا رب، أنت الكريم.. أنت العفو.. أنت الرحيم! والتجأنا إليك.. يا معين.. يا مغيث! فأغفر لنا، وتب علينا! واجعل ليلنا هذا خيرا من نهارنا!.. وجنبنا الأذى والمضرة!!. وأسبل علينا، سترك و(أمنك)! ها نحن نلتجئ إلى من.. لا معين سواه.. ولا رازق غيره.. ولا مدبر إلا هو! ولا رحمة إلا رحمته.. ولا عفو إلا عفوه!.. ها نحن نقف على باب من.. لا يرد سائله! فكيف لا نستريح ؟!.. وكيف لا نهدأ ؟.. كيف نحمل هما ؟!.. وكيف نقلق و(نأرق) ؟! .. ألا إنها كلمات رائعة، حلوة،.. أقوى من مهدئات الدنيا ومنوماتها! .. وأفعل من أي عقار ودواء! فيها أمن وأمان!.. فيها اطمئنان وسلام!.. فيها سكينة وراحة! .. فيها استقرار ويقين.. فلا هواجس ولا أوهام!.. .. جسد طاهر!.. ونفس راضية!.. وروح مؤمنة!.. ورب رحيم! أهناك أفضل من ذلك لنوم سعيد؟! أهناك أفضل من ذلك لنوم هنيء؟! .. و(يقولون )!.. أنهم اكتشفوا الطريق!.. اكتشفوا الطريق إلى النوم السعيد!. اقرأ كتابا ممتعا مسليا. أبعد هموم الدنيا عن فكرك. أشغل نفسك بالعد العكسي! تنم!.. وتجلب النوم إلى عينيك! .. أهذا بالله عليكم، ما وجدتموه بعد خمسة عشر قرنا من (تقدم) و(حضارة)؟! أهذا بالله عليكم، ما وجدتموه بعد تجارب، وأبحاث ؟! .. وتقولون أنكم اكتشفتم الطريق؟!. لا والله!. فما أتيتم بجديد.. وما أتيتم بكمال! انظروا (معنا) إلى كلمات قرآننا.. إلى كلمات نبينا!.. أتجدون ما يقرب منها، فضلا عن أن يدانيها،..ولا نقول يصل إليها.. فذاك مستحيل؟!! انظروا (معنا) إلى كلمات قرآننا.. إلى كلمات نبينا!.. ... ثم قولوا أين جديدكم.. أين ما اكتشفتموه؟! ألا والله!.. إنها الجديد الذي لا يبلى.. والكمال الذي لا يدانى! النفث في اليدين انظروا (معنا).. إلى فعل رسولنا وكلماته.. ثم قولوا أين الجديد الذي اكتشفتموه؟! .. (تقولون): إن التنفس، كما أثبت الأستاذ الألماني إيبنجر Eppinger، يمكن أن يعتبر بعد القلب الآلة المحركة الثانية للدورة الدموية!.. وإن التنفس الصحيح يزيد في تغذية القلب ويرفع طاقته، بمقدار (25 ?)!. فالتنفس الصحيح، يمكن من تقوية القلب، ويخفض العبء عنه، ويطيل من عمره!. فبالتنفس الصحيح يرتفع الحجاب الحاجز وينخفض، وبانخفاضه يزداد القلب طولا، وبارتفاعه يزداد عرضا وينقص طولا!.. وكل ذلك يشكل للقلب نوعا من التمرينات الرياضية، تقوي عضلته وتنشطها!.. .. و(تقولون ). إن من أحسن طرق التنفس، هي طريقة الأستاذ (تيرالا ) الألماني في جامعة ميونيخ! فهي طريقة عظيمة، علمية، تناسب الجميع! وتصفونها على الشكل التالي: تخلع الملابس، إذا أمكن، ويرفع عن العنق والخصر كل ضغط وشد، ثم يرقد الشخص مسترخيا، ويثني ركبتيه..وبعد ذلك يأخذ نفسا عميقا طويلا خلال الأنف في يسر وسهولة دون أن يجهد نفسه بذلك...وبعد الانتظار بعض لحظات، يباشر بالزفير من الفم، مع ضم الشفتين بحيث يخرج الهواء ببطء وبإحداث صوت نفخة طويلة( أو وفف)! حتى تهبط الأضلاع أي القفص الصدري إلى مستواه العادي.. وتكرر هذه العملية بدون تسرع أو إجهاد، لمدة خمس دقائق لا أكثر، أو لمدة ثلاث دقائق على الأقل. .. وتضيفون، أن تنشيط القلب، وتنشيط التنفس، على هذا الشكل، يجلب النوم،ويساعد في الوصول إليه!.. ولذلك تنصحون بتكرير هذه العملية، قبل النوم!.. والآن! اقرؤوا، حديثا، متفقا عليه، مرويا عن عائشة (رضي الله عنها )، أن الرسول صلى الله عليه وسلم.. كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات قل أعوذ برب الفلق.. وقل أعوذ برب الناس ومسح بهما جسده!.. واقرؤوا الرواية الأخرى للشيخين: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده.. يفعل ذلك ثلاث مرات! وبعد ذلك ضعوا في اعتباركم، هديه صلى الله عليه وسلم.. في اللباس!.. وهديه صلى الله عليه وسلم.. في الاضطجاع،؛ والرقود!. وتذكروا أن معنى كلمة (النفث )، كما يقول أهل اللغة، هي نفخ لطيف بلا ريق!.. أفعلوا كل ذلك.. ثم قارنوا!.. .. قارنوا بين فعل، وكلام، منذ خمسة عشر قرنا وبين فعل وكلام (أتى) بعد خمسة عشر قرنا من (التقدم) و(الحضارة) و(التجريب)! ماذ ا ستجدون ؟! وأي جديد تكتشفون؟! .. والأمر، لا يحتاج إلى تعليق! ونتابع رحلتنا!! .. الجسد طاهر.. والنفس راضية!.. والروح مؤمنة!.. والسكون مخيم!.. والظلام منتشر!.. والهدوء مسيطر!.. وبانتظار (القطار)! .. (قطار النوم )! .. الأجفان ازداد ثقلها!.. والعينان (تقفلان) رغما عنا، ولا نستطيع لها دفعا!.. و(الرحلة ) أوشكت، أن تبدأ!.. .. أسدلت الستائر على المناظر!.. فالعين قفلت.. والجفن حجب الرؤية، وأطبق!.. والكائن، الذي هو نحن، الذي كان في اليقظة (بصري)!.. أصبح في النوم (سمعي)!.. فالأذن لا زالت تسمع وتنبه!.. فليس لها جفن كالعين.. يغلق!.. وننتظر (رحمة السماء)! .. (فتضرب على آذاننا )! .. (فنهوي) أو (نقع)!.. .. (نهوي) من مكان (الانتظار) إلى (القطار)!.. يقول نابليون (إذا أردت أن أتوقف عن بحث مسألة أقفلت درجها وفتحت درج مسألة أخرى، وإذا أردت النوم، أقفلت جميع الأدراج، فإذا بي (أقع) في النوم). .. ننزلق، ونتزحلق، من مكان (الانتظار ) إلى (القطار)!.. ننزلق، ونتزحلق، من (اليقظة ) إلى (النوم) في خفة وخفية!.. فلا ندري كيف حدث هذا الانزلاق ؟!.. ولا نعلم متى حدث هذا التزحلق!. ولا نعرف متى(غرقنا )!! وكأن ستارة كثيفة، أسدلت على مسرح الحياة ولن ترفع، حتى نصحو!! ننزلق في خفة وخفية، من عالم مشترك إلى عام خاص!. يقول هرقليطس (للأيقاظ)، عالم مشترك للجميع، ولكن النائم ينعطف على نفسه في عالمه الخاص)! .. وإلى هذا العالم (الخاص).. نسافر كل ليلة، ونهوي كل يوم!.. وإلى هذا العالم (الخاص).. سنرحل (اليوم)! .. وننزلق إليه (الليلة)! .. ونهوي في (الساعة)!. .. ونقع به (الآن )!! موعد نشر الفصل التاسع يوم الثلاثاء 10 رجب 1423هـ الموافق 17 سبتمبر 2002م