تشتهر مدينة كان الفرنسية والتي تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط مركزا ثقافيا أوربيا مهما. وسيجد السائح إلى هذه المدينة في شهر مايو صعوبة كبيرة في الحصول على غرفة في فندق أو في الحصول على سعر مناسب، فأغلب الفنادق تطلب أسعارها الرسمية العالية في هذا الشهر بحكم أن ضيوف مهرجاناتها جميعهم من القادرين على تحمل هذه المصاريف الباهظة، فإيجار غرفة في فندق كارلتون تبلغ 650 دولارا لليوم الواحد لشخصين، وأما غرف فندق مارتينز فإنها تؤجر خلال هذا الشهر بمبلغ 600 دولار لليوم الواحد. بل إن الأماكن الشاغرة في الشوارع تؤجر للسياح، فتوضع كراسي تؤجر منفردة في الشوارع التي تمر فيها مواكب الممثلين ورجال الفن وصناعه، بمبلغ يزيد عن خمسين دولارا للكرسي الأمامي وثلاثين للكرسي الخلفي، وهذه الأسعار لا تشمل أطعمة أو مشروبات، فهذه أجرة خاصة لها. يدفعها عشاق وطلاب الفن السابع والمعجبون به. ولكن تنخفض الأسعار إلى أقل من النصف في المواسم الأخرى بما في ذلك موسم الصيف السياحي المميز في هذه المدينة. مهرجانات الصيف بلا توقف تقدم مدينة كان مهرجانات صيفية ممتعة تجلب العديد من السياح من كل أنحاء العالم، بل إن هناك مطاعم هامة ومراكز ترفيه تفتح أبوابها في فصل الصيف فقط، بسبب النجاح السياحي المنقطع النظير. يتميزمهرجان الصيف في كان بروح تختلف عن مهرجانات المدن الأخرى، فالطبيعة الثقافية لا تغادر هذه المدينة عندما تغادرها قوافل صناع الفن السابع، بل تبدأ قوافل الفنون الأخرى، ففي هذا العام تم استدعاء 250 شخصية فكرية وثقافية، من كل أنحاء العالم، بدعوة من بلدية هذه المدينة لتنشيط السياحة، ومن هؤلاء المدعوين رؤساء سابقون لبعض الدول، ومنهم الممثلون والكتاب ورجال الأعمال، وسيكون هناك مهرجان للنقاش معهم لفكرة واحدة، وهي لماذا هم مبدعون؟ وكيف يمكن للإنسان أن ينمي الإبداع. وهذه المناقشات ستتم خلال شهر يونيه لهذا العام، وستكون المقابلات معهم - لبعض منهم- منقولة على التلفزيون، كما أن هناك كتابا سيصدر عن أفكار هذه الشخصيات القيادية والفكرية وعن سر إبداعهم. كما أن مهرجان الضحك والفكاهة أيضا يبدأ مع بداية الصيف، ويصاحب المهرجان الجاد الذي هو مهرجان البحث عن الأبدان، لذا فإن هذا المهرجان هو تلطيف للجو الجاد الذي تقدمه بلدية هذه المدينة في برنامجها السياحي الثقافي. الشاطئ لا يكفي تقع هذه المدينة على البحر، وشاطئها من أجمل الشواطئ الفرنسية، إلا أن السائح إلى كان سيجد فعاليات سياحية كثيرة وهامة تجعل الشاطئ نزهته الثانية وليست الأولى، فالبلد يفتح الكثير من متاحفه في فصل الصيف، ويقدم في خلال الصيف الكثير من المعارض الفنية الراقية، ومن أهمها معرض لرسومات بيكاسو الرسام الأسباني الشهير الذي عاش فترة من حياته في هذه المدينة المحبوبة إلى قلبه، لذا فإن معرضه من أهم ما يزوره السياح إلى هذه المدينة . متحف الفن بالزجاج وهو متحف( فرناند ليغر Fernand Leger )، وهو في ضاحية من ضواحي هذه المدينة، ويقدم هذا المتحف 348 عملا فنيا من أعمال صناع الزجاج والتي تعتبر من التحف النادرة. المطاعم أهم المعالم تشتهر هذه المدينة بمطاعمها القديمة وبأكلاتها التي يقبل عليها السياح من كل أنحاء الأرض، ويفخر الطهاة بأنهم يجهزون طبخاتهم الشهيرة للسياح في الصيف بعد اختبار لها في فصل الشتاء، لأن أغلب المطاعم في هذه المدينة تغلق أبوابها في الشتاء، ويهاجر بعض الطهاة المشهورين إلى العاصمة أو إلى فنادق ريفية في فصل الشتاء، ثم تعاود النشاط صيفا بتجديدات في الأكل والديكور. ???