تجارب بعض الفتيات كانت لاذعة ومفيدة

?? اسم الكتاب: مذكرات فتاة مراهقة المؤلفة: سحر الناجي ?? الناشر: دار طويق للنشر والتوزيع طبعة أولى 2002م تقول الكاتبة في مقدمتها للكتاب وسط هذا التخبط العصري ومع تفاقم حل المشكلات الاجتماعية، كان لا بد لنا من أن نبحث عن الفتاة الصغيرة التي ينوء كاهلها ـ مستقبلا ـ بإعداد وتربية الأجيال مع انحدار المفاهيم الشائعة وضياع القيم الأصيلة والتي تعمقت بدلا عنها الرواسخ الدخيلة والتي لا يمكن أن تبني مجتمعا أو أمة من خلال العقائد الغربية .. ومن هذا المنطلق انبثقت لدي الأفكار في ضرورة تجسيد بعض المعاناة أو الهموم التي تعاني منها الفتاة الآن ومن مختلف مراحل المراهقة، فكتبت لها وعنها- في هذا المؤلف- العديد من الحكايات والمواقف التي استنبطتها من بعض الروايات الحقيقية التي جمعتها من مراسلات الأخوات القارئات. ومن اعترافات حقيقية لشابات جمعتني مناسبات عديدة بهن، فأخذن يتحدثن بعفوية وانطلاق عن انزعاجهن من مجريات العصر ومن تراكمات منغصاته اليومية . الهاتف عندما يفقد قيمته!! من القصص الثلاث عشرة والمنتشرة على صفحات هذا الكتاب، قصة عن الاستخدام السيئ للهواتف من قبل البنات (والأولاد)، وعلى الرغم من أن الكاتبة تقدم هذه القصة على أساس أنها درس مفيد، إلا أن مشاكل الهاتف لا تتوقف عند سوء استخدامه وإضاعة الوقت الثمين على اثنين معا في ثرثرة نادرا ما تكون ذات قيمة. تقول الحادثة إن هذه الفتاة كانت تنتهز فرصة عدم استخدام الهاتف من قبل أفراد الأسرة، وتبدأ بالاتصال بزميلاتها وتدور الأحاديث التي لا طائل منها، وهي تقوم بهذا العمل ببراءة، فهي لا تريد الإساءة لأحد، ولكنها تنظر إلى استخدام الهاتف من جانب واحد وهو الإرسال وليس الاستقبال، وقد تعرضت والدتها لعطل في السيارة، وحاولت الاتصال بالأسرة لتبلغهم عن تعطلها وتطلب المساعدة، ولكن كان الهاتف مشغولا مما آثار حفيظة الأم وغضبت على ابنتها التي لم تتعظ بأحداث سابقة مماثلة .. ويزورهم العم ذات يوم غاضبا من أنه اضطر للحضور لأن هاتف المنزل مشغول دائما، وهو يحتاج إلى محادثة أخيه ليدعوه كي يحضر إليهم في اجتماع تجاري هام .. ويضيع الاجتماع وتضيع الفرص التجارية بسبب الهاتف المشغول .. أما الفتاة فلم تتعلم الدرس إلا بعد أن قضى والدها ليلة في السجن بسبب مخالفة لم يستطع دفعها، ولم يستطع الاتصال بهم بسبب انشغال الهاتف طوال الليل .. عندها أدرك الوالد أنه أخطأ في التهاون مع أبنائه، ألغى الخط الهاتفي وعمم العقاب على الجميع. لأن فائدة الهاتف لم تعد موجودة بسبب سوء الاستخدام. المية تكذب الغطاس!! قصة أخرى جميلة تتكرر كثيرا وتحدث لعشرات الفتيات اللاتي يعانين من معاكسات الأولاد، وهذه القصة تحكي عن فتاة أعجبها أحد الشباب الذي قدم لها رقم هاتفه وطلب منها الاتصال، وفعلا اتصلت، وبدأت مكالمات الغزل، وكان الشاب يطلب مقابلتها، وكانت الفتاة جادة بالتعرف عليه، فمن المحادثات نال إعجابها، وكسب قلبها. كانت الفتاة شجاعة وتكلمت مع والديها في موضوع هذا الشاب، واستنكر الأب فعل ابنته، وقال لها إنه شاب لا يمكن أن يوصف بالاستقامة، فكيف لم يتصل بنا، ولم يطرق الباب الشرعي والمفتوح له، فلم نكن لنمنعه، ولم نكن لمنعك من رؤيته هنا في البيت لو أراد ان يحضر خاطبا أو صادقا في نيته. طلب الأب من ابنته أن تعرفه ولو من بعيد على هذا الشاب الذي أعجبها، فقام الأب بنفسه بمقابلة الشاب، ودعاه إلى بيته، وطلب منه الحضور في المساء ليتحدثوا بما يرغب هذا الشاب من معرفته عنهم وعن هذه الفتاة التي يحدثها. كانت المفاجأة كبيرة للفتاة، ذلك أن العريس اختفى من حياتها، وكأنه لم يعرفها ولم يتحدث معها، وكان في السابق يردد على مسامعها أن حياته بدونها عدم، وأنه لا يستطيع الحياة بدون العيش معها، وأن حلمه الكبير وهدفه في حياته أن يتزوجها، فقد بانت حقيقته وفشلت خطته، فهو كان يخادع الفتاة بقوله إنه يبحث عن زوجة، ولكنه لم يكن صادقا بذلك بل مخادعا. الضرورة أدت إلى النجاح!! جميع الأحداث والقصص الواردة في هذا الكتاب، قصص جميلة وقدمتها الكاتبة بأسلوب مشوق وممتع. وهي قصص من الواقع، ولكن الكاتبة تلبسها ثوب المفاجأة التي لا ينتظرها القارئ، مما يجعل القارئ يقلب الصفحات بحثا عن النقط الملونة فوق الحروف الكثيرة في هذه القصص الشيقة. من المعروف أن الأمهات من الجيل الأول كن يقمن بكل أعمال البيت، بل إن الكثيرات منهن لم يعرفن الخادمات في بيوتهن، وهذه القصة عن فتاة ترى أمها تقوم بكل أعمال البيت الخفيفة والثقيلة، فهي التي تطبخ وتنظف البيت والمطبخ وتغسل الملابس وتكويها بعد نشرها المتعب، وتقوم بأعمال تنظيم الأسرة وترتيب المائدة لعائلتها الكبيرة، وتشاهد الابنة هذه الأم وهي تقوم بهذه الأعباء، وتشاركها في بعض الأعمال إلا أن الضجر والممل والاعتماد على الأم يجعل مساهمتها في أعمال البيت محدودة، وتقول أين يوجد نساء مثل أمي، إنها من جيل انقرض. وتغيب الأم في سفرة اضطرارية خارج المدينة، وتتولى ابنتها أمر البيت مضطرة، وليس بإرادتها، فهي تعلم أن العبء كبير، وكانت ترى أن ما تقوم به أمها معجزة لا يمكن أن يقوم بها إنسان.. ولكنها اضطرت إلى أن تقوم بالعمل الذي كانت أمها تقوم به جميعه، فكانت مرتبكة وعاجزة في أول الأمر، ولكن بعد ذلك رأت أنها تقوم به بشكل أفضل في اليوم التالي، ولاحظت أن كل تجربة تمر بها هي درس قيم ومفيد، وانتهت إلى أنها أجادت العمل في المطبخ، وأصبحت تجيد كي الملابس، بل أنها أصبحت سيدة البيت بعد أمها، وأصبحت تملك البيت بعد أن كان البيت يملكها، وأصبحت تفرح بما تقوم به، إذ شعرت أنها إنسان مفيد ومنتج في الوقت نفسه، أدركت أن كل أمر يمكن تحقيقه لو وجدت الإرادة ???