أبو الهول المصري أسراره لا تزال مجهولة!!

تعرف مصر بأهراماتها، هذه الأهرامات هي معلم عالمي لمصر، فالأهرامات معروفة كأكبر معلم عالمي قديم، يعرفه أكثر من نصف سكان الأرض، وبجوار هذه الأهرامات يوجد أيضا أعجب تمثال خيالي من صنع الإنسان، فهذا التمثال الجاثم في شكل أسد، ولكنه يحمل رأس إنسان أنشئ منذ أكثر من 4000 عام ونحت من الصخر الجيري بطول 57 مترا في 20 مترا ارتفاعا. أشهر معلم غير ديني: تعتبر الأهرامات وأبو الهول أشهر معلم سياحي قديم يزوره السياح للسياحة والفرجة والعبرة التاريخية، وعدد زواره ينافس عدد زوار المعابد والأماكن المقدسة في أنحاء العالم، إلا أن زيارة الأهرامات وأبو الهول ليست للعبادة ولكن للسياحة فقط. ويقدر بأن زواره يزيدون على خمسة ملايين زائر سنويا. وفي دراسة عن المعلومات العامة التي يعرفها أكثر البشر شرقا وغربا، وجد أن الأهرامات من بين المعالم المعروفة لأكثر الناس، ومعرفة ما هي الأهرامات من المعلومات العامة التي يعرفها الجميع، وتعتبر من أولويات المعرفة والثقافة العامة، وشهرة الأهرام وأبو الهول تعتبر في أول قائمة الأماكن والأسماء المشهورة في العالم على الإطلاق. اسم مختلف ومعنى واحد!! واسم هذا التمثال يرمز إلى الخوف والقوة في الوقت نفسه، وهو يسمى في العالم بعدة أسماء، ولكنها تدور حول معنى واحد وهو الهول والعجب، فيقال له المرعب، وهناك من يسميه العجيب، وتسميته أبو الهول أو أبو العجائب هو الدارج كثيرا. وهو يرد كثيرا في الأساطير الإغريقية، بل إن كثيرا من الآثار الرومانية تختلط بالآثار الفرعونية وتتشكل معها، ومن هذه الأساطير والآثار يتبين مدى الارتباط الحضاري بين مدن وبلدان البحر الأبيض المتوسط، بل إن مصر تمتلئ بالآثار الرومانية والإغريقية، ولكنها تنفرد بالآثار الفرعونية، لذ فهي تتميز بما لا يوجد عند الآخرين. عندما يختفي أبو الهول! بنيت الأهرامات وأبو الهول في منطقة صحراوية، ولكن قريبا من نهر النيل، إلا أن المد الصحراوي كان يتغلب على المجهودات الإنسانية، وخاصة عندما يقل أو ينعدم الاستقرار في أرض مصر، فإن أول ما يهمل هو الآثار، لذا فقد دفن أبو الهول وغطته الصحراء برمالها عدة مرات على مر التاريخ، وكأنها تحميه من شر الفوضى التي قد تدمره. وكان آخر اكتشاف له أو آخر ظهور له بالكامل على وضعه الحالي هو عام 1925م أي منذ أقل من قرن فقط. عندما وصلت الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1816م كان أبو الهول مدفونا بالتراب، وتم إزاحة الرمال عن جزئه الخلفي وبقي الجزء الباقي مدفونا من الرمال التي كانت تعيد طمره كلما نجح الفرنسيون في إزاحتها عنه. مغلق للترميم!! تعرض هذا المعلم السياحي لكثير من التآكل والتدمير، ولكنه كان يلاقي الاهتمام من أصحاب الفكر الإنساني الرفيع، فقد تم ترميم وإصلاح هذا التمثال عدة مرات على مدار تاريخه الطويل، وكان أول ترميم له تم في العصر الفرعوني منذ أكثر من 3000 آلاف عام في عصر الحاكم الفرعوني تحتمس الرابع، واستمرت عمليات الترميم حتى العصر الحديث ففي عام 1990 وضع هذا التمثال تحت مشروع ترميم شامل، واستمر العمل في ترميمه مدة سبع سنوات، واستخدم فيه أكثر من 100 ألف حجر بناء لتقويم وتعديل بعض أجزاء هذا التمثال. وهو حاليا في وضع أفضل مما كان عليه في السابق، إلا أن منطقة الأهرامات بأكملها تتعرض لطفح داخلي من مياه نهر النيل ومن العمران المتوسع والمنتشر حول المنطقة، مما جعل أرض الأهرامات تقع في منطقة عرضة للانهيارات، وقد عملت الحكومة المصرية مع مساعدات أمريكية وأوربية بلغت أكثر من 40 مليون دولار على تخفيف خطر المياه، وتصريفها بعيدا عن هذه الأماكن المقدسة سياحيا لادينيا. أسرار لا تزال مجهولة: أسرار هذا التمثال كثيرة، ولكن الاهتمام ينصب على التوافه أكثر مما ينصرف إلى معرفة الأسرار الهامة، وهي عن السبب الحقيقي لبناء هذا التمثال، ومتى تم بناؤه، ومن بناه، فكل هذه الأسئلة لم تجد الإجابة الكافية أو المقنعة، فهناك العديد من النظريات والتي يستند بعضها إلى حقائق من وقائع التاريخ المصري، إلا أنها تتناقض مع بعضها. ومن العجيب أن الاهتمام انصرف كثيرا إلى الكشف عن سبب كسر أنف هذا التمثال، ونجد أسبابا ونظريات عديدة تتناقض مع بعضها، فالبعض يقول إن الأنف دمره الأفارقة السود ليثبتوا أنهم هم بناة الأهرام، وهناك من يقول إن الأتراك جعلوا من الأنف هدفا للتدريب على الرمي بالمدفع، وهناك من يقول إن الفاطميين هم من كسر الأنف لكيلا يعبد هذا الصنم، وجميع هذه النظريات ينقصها التوثيق العلمي. وهناك نظرية أخرى تقول إن المصريين القدماء يعتقدون بالبعث، ولكن لن يكون هناك بعث لمن كسر أنفه، لذا فهناك مجموعة من التماثيل المصرية القديمة هشمت أنوفها عمدا لكيلا تتمكن من الانبعاث مرة أخرى. ولا تزال الأبحاث والآثار تلقي بعض الضوء على تاريخ الأهرامات وأبو الهول، وقد يظهر ما يعلن الحقيقة المخفية ويفضح السر المكتوم والمخفي بصمت أبو الهول. ???