الشباب السوري يجد ضالته في مقاهي الإنترنت!!

على الرغم من حداثة انتشار الإنترنت في سوريا وبالتالي محدودية مقاهي الإنترنت، إلا أن الشباب السوري وجد في هذه المقاهي أمكنة جديدة للترويح عن نفسه والاتصال بالعالم. ويقول أحد الشباب من مدينة دمشق إنه يقطع حوالي عشرة كيلومترات بين بلدته الصغيرة القريبة من دمشق إلى وسط العاصمة لارتياد أحد هذه المقاهي على الرغم من كلفتها العالية. ويقول شاب آخر إن إمكاناته المادية لا تساعده على الدخول إلى كثير من المواقع التي يريد الدخول إليها، كذلك تتفق معه موظفة في إحدى الشركات الخاصة والتي لا تجد الوقت ولا المال الكافيين لزيادة فترة مكوثها في مقهى الإنترنت القريب من عملها. ويشكل هؤلاء نماذج متباينة بين الشباب السوريين الذين باتوا يرتادون مقاهي الإنترنت لملاحقة آخر الأخبار والمعلومات والأبحاث وربما مواد الترفيه التي يتجنب معظمهم الحديث عنها، وأضحى إنشاء تلك المقاهي يستهوي بعض العاملين في محلات بيع الحواسب أو صيانتها انسجاما مع الإقبال الواسع على هذه التجربة، رغم رداءة الخدمة وصعوبتها في معظم الأحيان. بعض هؤلاء الشباب وجد في الإنترنت ضالته لإنزال مواد قد لا يجدها في سوريا، كبعض الألعاب الإلكترونية التي استطاع بعضهم أن يؤمن من نسخها وبيعها دخلا إضافيا !!. والمشكلة التي يعاني منها الكثير من الشباب السوري والتي تدفعهم لارتياد مقاهي الإنترنت هي عدم مقدرتهم على امتلاك أجهزة كمبيوتر، مما يضطرهم إلى اللجوء للمقاهي على الرغم من تكلفتها العالية. ويقول أحد الشباب أنه يدفع شهريا ما يقارب 800 ليرة سورية 40 دولارا أمريكيا ،وهو مبلغ لا يستهان به بالنسبة لطالب شاب مع تدهور الحالة الاقتصادية في سوريا بشكل عام. وتعلق إحدى الشابات: إن المشكلة واحدة عموما، وتتعلق معظم الأحيان بالوضع المادي وغلاء كلفة الدخول إلى الشبكة في سورية مقارنة مع مستويات الدخل، وتضيف إنني أملك حاسبا في المنزل، لكن حتى الآن لم نشترك بالإنترنت مما يضطرني للدخول إلى الشبكة من خلال أحد المقاهي القريبة من مكان عملي، وبمعدل مرة واحدة أسبوعيا، فذلك يوفر علي فعليا، ولو أنني اشتركت بالإنترنت لكانت المصاريف كبيرة. وفي المقابل يعترف أحد الشباب أن لديه اهتمامات مختلفة على الشبكة، إذ أنه يقوم بمتابعة شتى المواقع، خصوصا مواقع الترفيه، ويقول: في البداية حاولت الدخول في الدردشات التي كنت أقرأ عنها في الصحف والمجلات، إلا أن صعوبة الاتصال على الشبكة في سورية والحاجة إلى ساعات طويلة للبدء بالدردشات منعتاني من الاستمرار، فتوجهت إلي المواقع الرياضية والأغاني وكل ما هو متاح من مواقع لم يطاولها الحجب.