الطريق إلى المعرفة..من أين يبدأ؟

??اسم الكتاب: الطريق إلى المعرفة اسم المؤلف: د. أحمد أبو زيد ??الناشر: سلسلة كتاب العربي 2001م إن عنوان الكاتب هو أحسن تعريف به وله، وهذا العنوان يدفع كل قارئ ومحب للقراءة أن يطلع عليه، فالمعرفة بحر واسع أو كون واسع ليس له حدود، ومن يستطيع أن يعطي القارئ خريطة للطريق، فإنه يقدم خدمة جليلة ليس للقارئ بل للعلم والمعرفة. ومن قراءة مقدمة هذا الكتاب نجد أننا أمام سفر ثقافي مميز، يقدم وجبة دسمة تحتاج إلى عقل مفكر يهضم ما ورد فيها من أفكار. فالمؤلف يقول الأصل في المعرفة هو الاندهاش، الذي يثير التساؤل والتأمل والتفكير، ويدعو إلى البحث في أعماق الذات وأحداث الحياة والعلاقات بين الناس وأسلوب التعامل مع الواقع. .. ولكل مفكر من المفكرين رؤية خاصة كثيرا ما تكون متمردة على الواقع المحسوس الملموس، ورافضة للآراء والأفكار والأوضاع السائدة في المجتمع أو التي تعتبر إحدى سمات العصر الذي نعيش فيه. لون واحد: هذه الكتاب هو مجموعة مقالا ت سبق أن نشرت للمؤلف في مجلة العربي على مدى عشرين عاما، جميعها موضوعات معرفة وتقديم للمعرفة وتطورات المعرفة، فهي تتحدث عن المفكرين وكيف ساروا في طريق المعرفة، وعن الأفكار وكيف تخرج، وكيف تقابل هذه الأفكار الاعتراضات عليها، وكيف أن الأفضل والأصح والأقوى هو الذي يبقى، وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع فهو الذي يبقى. فالكاتب له حضور واطلاع على الفكر الغربي، وهو هنا يحاور ويجادل ويقدم أفكار الغرب حديثها وقديمها، ويعرفنا على أهم الأفكار التي تشغل الفكر الغربي وموضع نقا شاته ودراساته وأبحاثه. مقالات أنثروبولوجية: تتميز هذه المقالات وعددها واحد وعشرون مقالة، بكثافة وحداثة المواضيع وعمقها، ولكن الكاتب يقربها للقارئ العادي، فقد كانت تنشر في مجلة ثقافية يقرؤها الكثيرون، مما يستوجب تبسيط ما يرد فيها، ليستفيد منها الجميع، وكانت المواضيع التي يقدمها هذا الكاتب شيقة وعصرية، وهي تحمل لونا واحدا كما يقول الكاتب يجمع بين هذه المقالات موقف منهجي واحد، مستمد من التخصص العلمي الذي اخترته لنفسي وهو الأنثروبولوجي، فالأنثروبولوجيا كدراسة للإنسان في مختلف أبعاده البيوفيزيقية والاجتماعية والثقافية، علم شامل يجمع بين مجالات وميادين متباينة، ومختلفة بعضها عن بعض. فهي تشمل دراسة النظم الاجتماعية من سياسية واقتصادية وقانونية ودينية وكذلك تشمل الإبداع الإنساني في مجالات الثقافة المتنوعة التي تشمل التراث الفكري وأنماط القيم، والعادات والتقاليد ومظاهر السلوك في مختلف المجتمعات الإنسانية. السر في التفسير: يطرح الكاتب مواضيع شتى، ويقدم أفكار كل من ميشيل فوكو، وجاك دريدا، وبول ريكر ليطرح موضوع اللغة والفهم والتفسير موضع دراسة وبحث، وهؤلاء العلماء والمفكرون شغلوا الفكر الغربي بنظرياتهم التي تقدم تفسيرات جديدة عن اللغة والفهم والتعبير، مما يولد استنارة في العقول وشكا في المعرفة السابقة. ولا يزال الفكر الغربي مشغولا بتفسير الكلام، وما هو المعنى الخفي للكلمات، وما هي حدود اللغة وقدرتها، فإن الإنسان قد يكتب، ولكن كتابته لا تظهر ما يقصده، إما لعجز في وجود الكلمات المناسبة، فاللغة وسيلة تعبير عن الفكرة، فلو قيل إن لهذا العطر رائحة مثل رائحة الورد، فإن هذا الجملة سليمة لغويا وفكريا، ولكنها تترجم عند كل إنسان ويفهمها كل شخص حسب تجاربه وفكره ومعرفته السابقة. وهذه الجملة التي تقول( إن لهذا العطر رائحة مثل رائحة الورد ) تفتقر إلى المرجعية، فالورد أنواع، وبعض أنواع الورد رائحته ليست زكية كالأخريات، وهل هناك وصف آخر لرائحة الورد غير رائحة زكية أو منعشة أو لطيفة وكلها كلمات يختلف سامعها أو قارئها في تفسيرها، الذي يرغب كاتبها في التعبير عنه. الشك طريق المعرفة: يلحظ الكاتب أن أكثر المفكرين والذين بلغوا الشهرة قديما وحديثا هم الذين تحدوا مفاهيم قبلها الناس وارتضوا بها، واقتنعوا بسلامتها ليس عن علم، ولكن على مبدأ وجدنا آباءنا على أمة وأنا على آثارهم مقتدون. وهو يرى أن الشك يوصل للحقيقة، أو للاقتناع بما هو كائن، فالذي يشك في أمر سيسعى لمعرفة الحقيقة، ولا يفعل ذلك ويرفض المألوف أو الإجابات السطحية إلا ذوي العقول المستنيرة، وفي طريقه لمعرفة الصحيح سيكتشف خطأ شكه أو سلامة اعتراضه، وهنا تظهر عبقرية العلم، فهو يزيح الغلط ويفضحه. وحاليا تدور مناقشات حامية عن أسباب الإرهاب، ولماذا يظهر الإرهاب، ولماذا يوجد في أماكن معينة وفي مجتمعات معينة، إن كل هذه الأسئلة ستجد من يجيب عليها، وتظهر إجابات سريعة وظالمة وغير علمية، وهنا تظهر ميزة الشك، فالعالم الحقيقي لا يقنع بإجابات مبهمة أو إجابات سياسية وأيدلوجية، بل سيتابع الدرس والبحث حتى يصل إلى سبب الإرهاب، وأين يوجد، وإذا عرف السبب أمكن العلاج وأمكن التعامل معه. تعريف بالكاتب: ولد في الإسكندرية بمصر في 1922م، وتلقى تعليمه بالإسكندرية وبريطانيا، وعمل أستاذا للأنثروبولوجي في جامعات الإسكندرية وليبيا والكويت، وأنشأ قسم العلوم الاجتماعية في هاتين الجامعتين. وعمل أستاذا زائرا بجامعات إنجلترا وأمريكا وخبيرا بمكتب العمل الدولي في جنيف. له كتابات عديدة وله مؤلفات باللغة العربية منها المفهومات، وكتاب الأنساق. ???