اتصال وسلوك الخيول مع العالم الآخر

خيول لغة اتصال راقية تتضمن ما يمكن أن نسميه بلغة الجسم وحركته، مثل إرجاع الأذنين إلى الوراء أو التقارب والتلامس المشترك، كما تعتبر الرائحة أحد وسائل الاتصال الهامة، حين ترسل الخيول وتتلقى رسائل بالرائحة التي تفرزها غدد الجسم، فـالفلو يتعرف غريزيا على أمه عن طريق الرائحة، كما تتعرف مجموعة القطيع بعضها على بعض برائحتها المشتركة. الرائحة والسلوك الجنسي تلعب الرائحة دورا كبيرا في السلوك الجنسي للخيول، إذ تعد رائحة الفيرمون التي تطلقها الفرس أثناء الدورة النزوية رسالة واضحة للفحل بأنها مستعدة للتزاوج معه، كما ترسل أيضا رسائل فيزيائية تتمثل في بروز وومض الفرج واتخاذ وضع التزاوج عندما ترفع ذيلها في اتجاه واحد، أما إذا كانت الفرس غير راضية أو غير راغبة في الاتصال بالفحل، فإنها تعبر كذلك عن هذا الرفض بوضوح بإظهار أسنانها، ومحاولة العض ورفس الفحل، وأحيانا تعبر الفرس عن استيائها وعدم رغبتها صوتيا عبر صرخة طويلة حادة. إشارات للآخرين رغم أن الخيول ليست حيوانات محلية أو محتكرة لأماكنها كبعض الحيوانات، إلا أنها تسور وتضع علامات حول مسكنها بالبول أو ركام البراز، كما يتبول الفحل فوق بول أفراسه ليوضح للغرباء أن هذه الأفراس من ضمن حريمه ويحذرهم من الاقتراب. الاتصال الصوتي: تتصل الخيول بشكل محدود صوتيا، فالصراخ الحاد أو النخير الذي يشبه صوت الخنازير غالبا ما يرتبط بحالات الغضب والاهتياج، كما تصهل الخيول عندما ترى أو تشم شيئا يثير اهتمامها وينبهها للخطر. وتصهل الخيول بصوت خفيض عندما تفارق زملاءها ورفقاءها أو عندما تتم إثارتها، كما تخاطب الفرس وليدها الفلو بصهيل ناعم لطمأنته، كما تصدر الخيول بجنسيها هذا الصوت أيضا عند انتظار الطعام أو توقع وجبة شهية، وتلجأ بعض الخيول إلى الصهيل بصوت عال لجذب اهتمام الإنسان إذا تأخر طعامها. الاتصال بالإنسان: من المؤكد أن الإنسان يتواصل مع الخيول لا إراديا من خلال الرائحة المميزة التي تفوح منه، فالخيول بإحساسها المرهف لها المقدرة على التعرف على حالة الإنسان النفسية من خلال الرائحة التي يفرزها في حالات الانفعال المختلفة، كما ينعكس إحساس الإنسان على الجواد ليجعله سريع الفهم والإدراك أو مضطربا وغاضبا، ويعتمد هذا الأمر على شخصية الجواد ومدى ارتباطه بالشخص الذي معه ومدى انقياده له. وقد اعتاد رعاة الخيول قديما أن يغمسوا أيديهم في العطر عندما ينوون ترويض المهور والخيول الجامحة، ويؤكد القول السائد( الرجل الشجاع يصنع جوادا شجاعا) مدى حساسية هذا الكائن وارتباطه بصاحبة. كما أن هناك مثالا آخر للتآلف والتواصل بين الجواد والإنسان وهو أن الخيول تحس بمزاج فارسها وتتصرف وفقا لذلك.